يَتَمَيَّزُ الرَّجُلُ المُزَابِيُّ بِزِيِّهِ التَّقْلِيدِيِّ، وَمِنْهُ السِّرْوَالُ التَّقْلِيدِيُّ ذُو الأَصْلِ التُّرْكِيِّ أَوِ الكُرْدِيِّ، وَهُوَ مُنْتَشِرٌ فِي بَوَادِي مِصْرَ وَالشَّامِ، يُسَمَّى أَيْضًا بِالسِّرْوَالِ المُزَابِيِّ أَوْ أَسْرَاوِلْ ن دِلْيُوتْ، وَهُوَ سِرْوَالٌ عَرِيضٌ فَضْفَاضٌ مُتَرَابِطٌ غَيْرُ مُفَصَّلٍ عَلَى الرِّجْلَيْنِ، يَخْرُجُ بِهِ صَبَاحًا إِلَى السُّوقِ، وَقَضَاءِ حَوَائِجِهِ، وَقَدِيمًا كَانَ الرَّجُلُ يَرْتَدِي سَرَاوِيلَ إِلَى تَحْتِ الرُّكْبَةِ بِالتَّكَّةِ، وَحِزَامًا عَرِيضًا مِنَ الجِلْدِ يَشُدُّ بِهِ خَصْرَهُ فَوْقَ الجُبَّةِ، وَسِكِّينًا يَتَدَلَّى فِي غِمْدِهِ الجِلْدِيِّ الأَحْمَرِ فِي جَانِبِهِ الأَيْسَرِ لَا يُفَارِقُهُ فِي جَمِيعِ الظُّرُوفِ
ونجد أيضا القَشَّابِيَّةَ، وَهِيَ أَحْسَنُ لِبَاسٍ فِي الشِّتَاءِ، يَقِي مِنَ الزَّمْهَرِيرِ إِذَا تَكَالَبَ، وَمِنَ المَطَرِ إِذَا اشْتَدَّ، وَلَا تُعِيقُ الحَرَكَةَ. وَقَدْ كَانَتِ القَشَّابِيَّةُ إِلَى عَهْدٍ قَرِيبٍ لَا تُفَارِقُ المِزَابِيَّ فِي سَفَرِهِ شِتَاءً وَلَا صَيْفًا.
وَمِنَ الحَائِكُ الصُّوفِيُّ الأَبْيَضُ، الَّذِي يُمَيِّزُ عِندَنَا الطَّلَبَةَ عَنِ العَوَامِ فِي المَسَاجِدِ وَالمُنَاسَبَاتِ الدِّينِيَّةِ وَالاجْتِمَاعِيَّةِ. وَكَانَ مِنَ العَيْبِ الكَبِيرِ أَنْ يَظْهَرَ الرَّجُلُ عَارِيَ الرَّأْسِ، دُونَ أَنْ يَضَعَ عَلَيْهَا شَاشِيَّةً أَوْ يُغَطِّيَهَا بِعِمَامَةٍ
أمّا البُرْنُسُ الَّذِي يُوضَعُ فَوْقَ القَنْدُورَةِ. وَقَدْ كَانَ إِلَى الخَمْسِينَاتِ مِنَ القَرْنِ المَاضِي لَا يَجْرُؤُ مَنْ يَحْتَرِمُ نَفْسَهُ عَلَى دُخُولِ سُوقِ بَنِي يَزْقَنَ، وَقْتَ رَوَاجِهَا بَيْنَ العَصْرِ وَالمَغْرِبِ، مَنْ لَمْ يَرْتَدِ بُرْنُسَهُ، وَلَوْ كَانَ صَبِيًّا دُونَ الحُلُمِ. وَمِنَ الأَلْبِسَةِ التَّقْلِيدِيَّةِ أَيْضًا الحَائِكُ الصُّوفِيُّ الأَبْيَضُ الَّذِي يُمَيِّزُ عِندَنَا الطَّلَبَةَ عَنِ العَوَامِ فِي المَسَاجِدِ وَالمُنَاسَبَاتِ الدِّينِيَّةِ وَالاجْتِمَاعِيَّةِ. وَكَانَ مِنَ العَيْبِ الكَبِيرِ أَنْ يَظْهَرَ الرَّجُلُ عَارِيَ الرَّأْسِ دُونَ أَنْ يَضَعَ عَلَيْهَا شَاشِيَّةً أَوْ يُغَطِّيهَا بِعِمَامَةٍ.
اللِّحْفَةُ (لَحْفَايَتْ)
لَحْفَايَتْ بِلَامٍ مَفْتُوحَةٍ وَحَاءٍ سَاكِنَةٍ وَفَاءٍ مَفْتُوحَةٍ مَمْدُودَةٍ وَيَاءٍ مَفْتُوحَةٍ. قِمَاشٌ أَبْيَضُ اللَّوْنِ رَقِيقٌ، يُلَفُّ حَوْلَ الرَّأْسِ بِطَرِيقَةٍ خَاصَّةٍ، يَرْتَدِيهِ العَزَّابَةُ أَوْ إِيرْوَانْ بَدَلَ أَحُولِي فِي غَيْرِ المُنَاسَبَاتِ العَامَّةِ، إِلَّا أَنَّهُ أَصْبَحَ اليَوْمَ لِبَاسًا رَسْمِيًّا تَتَّخِذُهُ بَعْضُ حِلَقِ العَزَّابَةِ دُونَ غَيْرِهَا. كَانَتْ فِي البِدَايَةِ تُصْنَعُ مِنَ الصُّوفِ، يَلُفُّهَا الرَّجُلُ حَوْلَ رَأْسِهِ وَعُنُقِهِ فِي الشِّتَاءِ، أَوْ يَشُدُّهَا بِخُيُوطٍ صُوفِيَّةٍ بَيْضَاءَ أَوْ سَوْدَاءَ، يَلُفُّهَا فَوْقَ رَأْسِهِ كَالعِمَامَةِ، وَقَدْ يَشُدُّهَا بِعِمَامَةٍ صَغِيرَةٍ مِنَ الشَّاشِ الأَبْيَضِ، وَعِنْدَمَا يَشْعُرُ بِالدِّفْءِ قَدْ يَنْزِعُ لِحْفَتَهُ، وَيُبْقِي الشَّاشِيَّةَ لِتَقِيهِ مِنْ أَشِعَّةِ الشَّمْسِ، وَلَا يُبْقِي رَأْسَهُ عَارِيًا إِلَّا عِنْدَ النَّوْمِ، وَكَانَ مِنَ العَيْبِ الكَبِيرِ أَنْ يَظْهَرَ الرَّجُلُ عَارِيَ الرَّأْسِ دُونَ أَنْ يَضَعَ عَلَيْهَا شَاشِيَّةً أَوْ يُغَطِّيَهَا بِعِمَامَةٍ.
وَقَدْ تَحَوَّلَتِ اللِّحْفَةُ مِنَ الصُّوفِ إِلَى القِمَاشِ الأَبْيَضِ الرَّقِيقِ، يُلَفُّهَا الرَّجُلُ حَوْلَ الرَّأْسِ بِطَرِيقَةٍ خَاصَّةٍ، وَيَرْتَدِيهَا العَزَّابَةُ أَوْ طَلَبَةُ إِيرْوَانْ بَدَلَ أَحُولِي فِي غَيْرِ المُنَاسَبَاتِ العَامَّةِ، وَهُوَ الزِّيُّ الرَّسْمِيُّ لِلْجُلُوسِ فِي مَجَالِسِ تِلَاوَةِ القُرْآنِ، وَلَا يُسْمَحُ بِالجُلُوسِ فِي تِلْكَ المَجَالِسِ بِغَيْرِهَا، وَهِيَ نَفْسُهَا تُلَفُّ حَوْلَ الرَّأْسِ بِشَكْلٍ مُغَايِرٍ فَتُصْبِحُ شَاشًا لِحَرِّ الصَّحْرَاءِ، أَوْ نِقَابًا مِثْلَ رِجَالِ الطُّوَارِقِ، فَلَا تَظْهَرُ مِنْ وَجْهِ الرَّجُلِ إِلَّا عَيْنَاهُ.
وتمسّك أهل المنطقة بهذا الزّي دليل على تمسّكهم بعادات أجدادهم واعتزازهم به.
Discussion about this post