كلّ شيء في مكانه
الجدران الّتي تختبئ وراء اللوحات
كما تختبئ عجوز وراء مساحيقها
النّافذة الّتي لم تعد تبوح بشيء
بعد أن خانها الطّريق
السَرير الّذي يقلب وجهه
ويمصمص شفاهه
كلّما سمع قهقهات الجارات
وهنّ ينشرن غرف النّوم على السّطوح
الباب الّذي يحكّ أسنانه
كما لو يعبّر عن امتعاض
كلّما همّ احد بفتحه
وأنا
واجمة مثل قميص منسي على حبل غسيل
أو مثل نبيّ في لحظة تيه
أجلس إلى الطّاولة
والورق أمامي يتمدّد
مثل كفن
لا أدري عمّ أتحدّث
عن الطَعنات الّتي نخرت ظهري؟
عن الغد الّذي ينام في رمادي
عن الصّباحات الّتي تفتح وتغلق بزر
” بونجور حبيبتي”
عن حياة ورقيّة كلّما خرجت منها
احترقت
عن ممحاة كلّما لوحت لها كي تنقذني من الكلمات
تحوّلت إلى صليب
من خيال
يشتّتني قبل أن أجدني
عن الأبواب الموصدة
عن…
عن الذّباب الّذي يرطن في رأسي
عن سيوران الّذي يحتلّ غرفتي
عن المعنى الّذي يغيّر قميصه
كلّما تغيّر السّياق
عن…
عن القوافل الّتي يقودها النّباح
عن الرّهاب الّذي يصيبني
كلّما أقفل نصّ عليّ باب الخروج
عني
عنك
ونحن نتبادل الحنين قبل الكلام
عن الشّاعر
وهو يطلب من الوقت أن يتوقّف عن الرّكض
عن النّساء اللواتي تغلّبن على الزّمن بالحبّ
لا بالمرآة
ما الَسرّ في وجود الوردة
يسأل المنطق شوكة عالقة في يده
إصلاح أعطاب المقص
يقول البستاني وهو يأكل
قلبه
زكية المرموق
المغرب
Discussion about this post