واحة الصائمين: يوم الجائزة…. بشريات العيد

واحة الصائمين

[الحلقة الثلاثون]

☆ يوم الجائزة…
بشريات العيد ☆

ها نحن نودّع شهرًا مليئًا بالنفحات الإيمانية، ونستقبل يومًا جعله الله فرحةً للمؤمنين وجائزةً للصائمين. إنه يوم العيد، يوم البشرى، يوم التكبير والتهليل، يوم تُوزّع فيه الجوائز من الرحمن لعباده الذين صاموا وقاموا إيمانًا واحتسابًا.

عيد الفطر… هدية الرحمن للصائمين

قال الله تعالى :
” قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ”
صدق الله العظيم

فالعيد ليس مجرد احتفال بزوال الصيام، بل هو تتويجٌ لجهد ثلاثين يومًا من العبادة، ومحطةٌ للفرح برحمة الله وفضله ومغفرته.

قال رسول الله ﷺ: “للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه” (متفق عليه).

فرحة العيد في سنة الحبيب ﷺ
كان النبي ﷺ يُظهر البهجة في يوم العيد، فيلبس أحسن الثياب، ويخرج إلى المصلى، ويأمر الرجال والنساء والأطفال بالخروج للصلاة، ليكون العيد مظاهرة إيمانية كبرى تجمع الأمة في فرحها بطاعة الله. وكان من سنته ﷺ:

التكبير من غروب شمس آخر يوم من رمضان حتى صلاة العيد، بصيغة:
“الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.”

الاغتسال والتطيب ولبس أجمل الثياب.

تناول تمرات قبل الخروج لصلاة العيد، امتثالًا لفعله ﷺ.

الخروج إلى المصلى مشيًا، والذهاب من طريق والعودة من آخر.

التهنئة بين المسلمين بعبارات مثل “تقبل الله منا ومنكم”.

صلاة العيد… فرحة التجمع والاحتفال

صلاة العيد ليست مجرد صلاة، بل هي تجمع إيماني يرسّخ روح الأخوة بين المسلمين، ويذكّرهم بأن العيد ليس فرحةً فردية، بل فرحة جماعية، لا تكتمل إلا بالمحبة وصلة الأرحام والتسامح.

وقد شرع الله زكاة الفطر تطهيرًا للصائمين مما قد يكون علق بصيامهم من نقص أو خطأ، وإدخالًا للسرور على الفقراء ليشاركوا الجميع فرحة العيد.

العيد في أبيات شعرية

ها قد أتى العيدُ بالبشرى لنا
والنورُ يملأ أرضَنا وسَمانا

فيه القلوبُ تهلّلتْ وتجمّعت
وتكلّلتْ في فرحةٍ إخوانا

فاللهُ أكرمَ من يصومُ تعبّدًا
بجزاءِ عفوٍ يثقلُ الميزانا

فارفعْ يديكَ مكبّرًا مستبشرًا
واحمدْ إلهَ العرشِ إذ أعطانا

شكرًا لكم… وداعًا واحة الصائمين

هكذا، وصلنا إلى ختام حلقات واحة الصائمين، التي رافقتكم طوال رمضان، وكانت ساحةً نتشارك فيها معاني الصيام والقيام، ونتأمل فيها روحانيات هذا الشهر الكريم.

نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم، وأن يجعل ما قدمناه زادًا لنا ولكم في ميزان حسناتنا جميعًا.

كل عام وأنتم بخير، عيدكم مبارك، وتقبل الله طاعاتكم.