(نثر)
بقلم : ماهر اللطيف
تقدّمت أعمارنا بتتالي السّنوات،
وتعطّلت أحلامنا جرّاء زحف الخيبات
وغدر فئة من الأصدقاء والصّديقات
و وفرة الحفر والشّباك والمطبَات
و الكذب والنّفاق والنّميمة و التّفاهات ،
وغيرها من المعوقات والصّعوبات…،
حتّى بتنا نرجو العيش الكريم والثّبات ،
والسّعي الدّائم إلى تجنب السّيّئات
والجري والرّكض وراء الخير والحسنات
وتفضيل حياة الإغتراب عن الإقتراب،
والوحدة والعزلة والصّمت بدل العذاب،
والحيطة والفطنة وعدم الإنسياب والانجذاب
بكلّ ما دبّ وهبّ ولو كان من الأحباب،
وتقليل الحديث والمحافظة على آداب
المجالس ، وحفظ أسرارها بدون أسباب،
و ترك من يعتقدون أنفسهم أنّهم أرباب
هذه المناسبات وأسيادها مهما أغلقت الأبواب
في وجوههم بما أنّهم من “سلالة الأنساب”…،
أحلام وانتظارات تبخّرت مع كلّ أنين،
وجرح وألم ووجع وحزن عميق ودفين
حفره فينا تابع من أتباع الشّيطان اللعين
أو صديق ، أو أخ ، أو قريب ،أو خليل ، أو رصين
خلناه لن يغدر ويخون وأنّه من “المعدن الثّمين”،
لكنّه فعلها وتنكّر لكلّ قيم ومبادئ المسلمين،
وهاج وماج دون رأفة ذات الشّمال واليمين،
ودهس شخصه المعروف بالطّيبة والتّواضع واللين
ومخافة الله وعباده ، وارتمى في أحضان الشّياطين…،
فأمسينا متردّدين ، خائفين ،محطاطين حتّى من الكلام،
صامتين ، منعزلين ومعارضين للقرب والانسجام
والاختلاط والعيش كسابق السّنين والأسابيع والأيام،
بما أنّ تلك الحقبة باتت مجرّد تاريخ قديم طوي مع الأعوام
بما فيه من أحداث وأشخاص وأفعال بين الحلال والحرام،
والبراءة والنّبل والشّفافية والخبث والحقارة والإجرام…،
تائهين ،ضائعين ، بين الحقيقة المرّة وعذب الأحلام،
منشغلين عن الإسلام الّذي يوصلنا إلى برّ السّلام
بمبادئه وقوانينه وقيمه الّتي فرّطنا فيها وسط هذا الزّحام…
Discussion about this post