نظرية الموت
الكاتبة الصحفية
د. دعاء محمود
الموت هو الحقيقة الوحيدة المؤكدة في هذه الحياة، يتخيله البعض بأنه كائن خرافي كالعنقاء، يركض وراء الكائنات كلها، يريد الفوز بهم ينالهم، يلتهم أكبادهم، يكسر عظامهم، يرتشف دمائهم بكل سكرة ومزاج، هو وحش كاسر يهرب الناس منه، يخافونه، يصارعون المرض نجاةً منه، ويحاربون اليأس بعدًا عنه، ولا يدرون أنه خلف الباب، معك في كل مكان، ظلك الذي لا تراه، هواء تتنفسه كلما مرت بك السنوات، سفر الحياة ذاهب إليه لا محالة، بيت من قماش، وسرير من تراب، تدفع الأسباب كلها حتى لا تراه، تخشى على الأحبة منه، المرضى في الأسرة يهابون حضرته، المسافرون يتعوذون من وعثاء السفر خشية منه، المصابون، النائمون، الذاهبون، العائدون، يخشون حضوره على غرة؛ وعلى الرغم من ذلك إلا أنه إذا آن الأوان ولج، وإن حل الوقت سقط الفرد أسيرًا له،
كيف السبيل للهرب من خزعبلات العقل، ومتاهات الخيال، كلها تدفع الباب نحو هدم الجسد، يحاول الفرد غلق الباب، وهدم الجسر الواصل بهم ولا سبيل لديه.
قد نُفِّذَ الأمر وانتهى الوقت، ذلك الوحش يقترب، ونحن في قمة الاستسلام له.
لماذا نخشى رفيق الدرب، ومنتهى القدر؟!
تعامل معه بكل ود ولطف، قدم له جميل العمل، وعظيم الأثر، صادقه، ارتبط به.
فإن أتى فمرحبًا به، وإن تأخر فقد طال العمر وحسن العمل.
الكاتبة الصحفية/ دعاء محمود
مصر
دعاءقلب
Discussion about this post