لوعةُ الطَّيرِ إذ يتمسَّكُ بفرصةِ الرِّيح
بقلم/ نور الدين كويحيا
“هي الصُّخورُ تتشظّى مثل المرايا،
هي الأمنياتُ تتكسَّر إذ يطالها سوادُ الأفق.”
لم أكن بعيداً جدّاً لتسمّيني طيراً مهاجراً،
ولم أكن قريباً جدّاً لتفتحي باب قلبكِ على عشٍّ مُشتَّت.
فقط، دعيني أرتدي لوعةَ الطِّير إذ يتمسّك بفرصة الرِّيح.
فقط، دعيني أُعانقكِ كسيلٍ لم تكن نيتهُ هدم البيوت الطِّينية
بل كان يروم لشهوةٍ تجري في عروق الطِّين،
الّذي كان ماءً قبل وترابا.
محضُ ماءٍ…
محضُ ترابْ.
أنتِ غصنٌ،
وقلبي عشٌّ مشتَّتْ.
أنتِ فاتحةُ وخاتمةُ كلُّ طريق
فيكِ ينطوي ذاك المدى كموجٍ
فيك تغوص المعاولُ بحثاً عن كنوزِ السِّندباد.
خذيني،
خذيني:
حلماً،
يشتهي عبور المرايا.
خذيني:
وجهاً عائماً في حدادِ الرَّاياتِ المنكَّسة.
لم أكن قريباً كي تفتحي باب قلبكِ على عشّيَ المشتَّت،
ولم أكن بعيداً -فلماذا قلتِ: طيرٌ مهاجر؟-
يدكِ،
فقط يدكِ…
وبعدها،
فلتنتهي كلُّ السَّماوات أمام أجنحتي.
“هي قلوبنا يرعاها الحبُّ كغنمٍ.
هو ذئبُ الخطيئةِ يتسلَّل كلَّ ليلةٍ متجاوزاً سياج الحِشمة.”
تتشظَّى الصُّخورُ مثل المرايا،
يطالُ السَّوادُ الأمنيات.. فتنكسرْ…
لم يعد هناك طيرٌ، وفرصةُ الرِّيح ضاعت.
لم يمتزج التُّراب -هذه المرةَ- مع الماء.
وقنّاصُ الخيانةِ اصطادَ الأغنامَ…
والذِّئب لم ينجُ هو الآخر.
“هي الرِّيحُ كلُّ فرصها سرابُ…
هي الطُّيورُ لابدَّ أن تقع”
Noureddine Gouyahya
#نور_الدين_كويحيا
Discussion about this post