حسد
أمام السّبّورة يحسد مدرّس اللغة العربيّة
الفعلُ المبنيّ للمجهول
لو كنتُ مبنيّا للمجهول
لأفلتُّ من العقاب
لو كانت أفعالي مبنيّةً للمجهول
لكنتُ حرًّا
على سرير العناية يحسد الطّبيبُ
المريضَ في غيبوبته
بالطّبع ما بين الحياة والموت
أخفُّ وطأةً من الحياة
وأكثر أمانًا من الموت
يقول الشّاعرُ لقصيدته:
ليتني مثلك أستطيع أن أخرجَ منّي
أن أتبعثرَ على الأوراق
أجد راحتي ولو على سطرٍ واحد
لا يهزمني موتي أو نسياني
ولا يهمّ إذا ما لاقيت استحسانا أو لم ألقَ
لجبلٍ صامت في الصّحراء
لا تهزّه أرجلُ الهوام
ولا يحنّ لغريب يسكن جحرا فيه
تقول الشّجرة:
يا لحسن حظّك؛ لا تحمل قلبا كقلبي
يذوبُ خوفا على عصفورٍ وحيد
ويساقط أغصانا إذا ماتت أمّه
تصفع الأبواب نفسها وتقول:
لو فرّغتُ نفسي من الخشب الزّائد
لكنتُ نافذةً واستنشقت الهواء
وتقول النّوافذ وهي تواري سوءاتها:
استروني بأيّ شيء ولو كان خشبًا
أقول للتي لم تكن:
طوبى للذين لم يكونوا
ارتعي في العدم الأبدي
ولو أعجبك الوجود
تناسخي في كلّ روحٍ كما تشائين
ولا تنالك نفس خيبتي
يحبسني الوفاء في جسدٍ واحد.
ياسمين صلاح
Discussion about this post