.
أحـاول الهـرب !
لعلّ فكـرة ايجـادي مـن جديـد دون إفـلات يـدي ضـرب جنـون
تمامـاً كلعبـة الغمّيضـة فـي الزّقـاق العتيقـة
تأسـرني رائحـة الدّبـق الأخضـر فـي العتبات المقدّسـة
وإغماءة الحـواس فـي هديـر المـاء
.
أتسـكّع علـى أطـراف الطّريـق وأقبـع فـي المنتصـف مـن كـلّ شـيء لا أقتـرب و لا أغـادر أنا المُـذابـة فـي الكراميـل البُنّـي الـلاذع أعلـم أنّنـي مصابـة بـي ،كفكـرة مجنـونـة وقصيـدة لا تنتهـي كرقصـة أخيـرة و خلـق جديـد
تُربكنـي فكـرة البيـوت الدّافئـة والتفاتـة النّمـاء المعاتبـة
تُشـعرني بالعجـز التّـام
.
الجديـلة الكسـتنائيّة علـى كتفـي !
هـل أقصّهـا وأجعـل منهـا رصيـفاً عائمـا نحـو القيامـة أو حبـلاً يتدلّـى يحمـل حقائبنا إلـى السّـماء
لـك أن تغفـو عليـها أيضـاً وفـي صهيـل الليـل تسـحبك الزّرازيـر كحبّـة قمـح نحـو الأبديـّة
فـي البـراري الرّحيمـة ثمّـة نـداءات خرسـاء وصلـوات خافتـة و مصاصـو دمـاء، وركـام نشـيد وطنـي ( أبـت أن تـذلّ النّفـوس الكـرام)
.
الشّـال الصّوفـيّ السّـميك علـى كتفـي ليـس معجـزة !
.
مِـرآة صغيـرة !
وضعها المحـارب القديـم طُعمـاً فـي خطّـاف السّنـارة
مضـت خمسـة أعـوام ونيّـف علـى ابتلاعـي لهـا
السّمكـة البلوريـّة الّتـي تقفـز فـي قلـب العاصفـة هـي أنـا
المـرآة تتجـوّل بـي وتألفنـي ، تجرحنـي أحيانـاً وتقتـصُّ منـّي
تُغـادرني فـي السّـهو ، و تعـود إلـيّ فـي الصحـو الطافـح
الشّـفاف يُشـيّع أكثـر المناطـق المثيرة للوجـع فـي داخلـي ويُشـيّع وجهـي أيضـاً
امـرأة مسـكونة بالألـم والـدّفء والبـرد والحـبّ كيـف تُغـادر!
.
الصّدفـة ! مسـار يُجفِـل كـفّ الزّمـن
ضجيـج غامـض و سـرب كـلام ، خطـوط مفتوحـة و أخـرى مغلقـة
بعـثٌ يُقلِـق الرّيـح…
.
الحلـم ! ذاكـرة شـفاء لاحـدود لهـا وغيـم إلهـي عند خدرهـا يلتقـي الأحيـاء و الموتـى
.
الحقيقـة ! ليست بعيـدة تلك المـرارة المختبئـة فـي الجسـد
.
نقفـزُ فـي البيـاض و الأغنيـات والـورد ولا نعلـم أيـن ننفـق هـذه اللغـة العارمـة ، نلتقـط هُتـاف الضّجيـج كلّمـا حاولنـا الهـرب
نعـود منتصريـن مهزوميـن.. هكـذا !
____________________
ســـمر خضـر الغــانـم
Discussion about this post