حين يغيب القمر…
فجر ذلك اليوم كان حزينًا ، تلثّم بشراشف دامية، وكأن الشّمس أبت أن تبعث أشعّتها، كنت في بيتي، بدا كلّ شيئ ساكنًا على غير عادته، انتشرت رائحة الشّجن في الأرجاء،. شعرتُ بشيء غريب، إحساس مجهول بالفراغ، بالخسارة، وكأنّ جزءًا من روحي قد سُلب منّي
رنّ هاتفي، تجمّد الدّم في أوصالي كان أخي خاطبني بصوت ينبئ عن أمر جلل، قال: أمّك بحاجتك تعالي لرؤيتها
لم أدر كيف وصلت منزل العائلة حين دخلت غرفتها، كانت راقدة هناك، بسلام يشبه الغياب. ناديتها بصوت مرتجف، فابتسمت لي كعادتها حضنتها ، مددت يدي لأتحسسّ وجنتيها، فوجدتهما باردتين كليلةٍ بلا قمر. كانت ليلة السّابع والعشرين من شهر رمضان المبارك، وتحديدا بعد الإفطار
غفت أمّي، حاولت أن أوقظها لكن للأسف لم تجبني، لم أعد أستوعب ما حدث بعد ذلك، اتّصلنا بسيّارة الإسعاف، ورافقناها للمشفى، استيقظت ونظرت لي بنفس الإبتسامة، لكنّ الموت أتى والأجل وفى وعند الله الملتقى،
بغيابها، تغيّر كل شيء. صارت الحياة موحشة والأحبّة غرباء حتّى الهواء فقد نكهته. لم يعد للأيّام معنى. كنتُ أبحث عنها في كلّ زاوية، أستعيد صوتها في ذاكرتي، وأتوهّم أنّها ستعود في أيّ لحظة، لكن قدر الله ماشاء فعل
غابت أمي، وضعت في غياهب الوجع غصةً في القلب لا تنطفئ، ودمعة لا تجفّ، ودوّامة حزن لا تهدأ
بقلم حجاج أول عويشة الجزائر 🇩🇿
Discussion about this post