أريد أن أحبَّكِ…
لا لشيءٍ وإنَّما لأعرف بأنِّي حيٌّ
..رغم كلِّ هذا الموتِ من حولي
أريد أن أحبَّكِ…
لأعرف كيف يجيءُ -أخيراً- الرَّبيعْ
..رغم كلِّ هذا الحزنِ المتواجد
ولأعرف بأنَّ الرَّمادَ
..ما زال يحمي بذرةَ النَّارِ
أريد أن أحبَّكِ…
رغم أنَّ هذه البلاد تمنعني من الحبّْ
ورغم أنَّ كلَّ ما يحيطُ بهذهِ البلادَ
..يمنعني من الحبّْ
بعيداً عن جلافتهمْ
وعن حروبهمْ
وعن موتهمْ
حيثُ أشعلُ الشَّمسَ في كفِّي إليكِ
وأشعلُ النُّوروز بين يديكِ
وجهكِ…
وكلُّ القصائدِ الّتي أكتبها عنهُ
وضحكتكِ البعيدةُ
وخطوطُ يديكِ
وأحلامي
….وأنتِ (إنْ جاء يومٌ وأحبَبتني)
كلَّ ما أملكُ لأحارب بشاعتهم
وكلَّ ما أملكُ لأنتصر عليهم
إنِّي تعبْتُ من هذه البلادْ
وتعبَتْ منِّي
وتعبْتُ من هذا المسيرِ الطَّويلِ.. الطَّويلْ
وتعبْتُ من هذا الصُّراخِ الّذي يملأ رأسي
ومن كلِّ هذا الخرابِ
ومن كلِّ الضَّبابْ
وتعبتُ من هذا الموتِ المتمترسِ
خلف الشَّبابيكِ
وخلف المرايا
وفي كلِّ زاويةٍ من هذا الشَّارعْ
والّذي يخرجُ من الدَّفاترِ
والقصائدِ
ومن نشراتِ الأخبارْ
والّذي يباعُ على عرباتِ الباعةِ الجَّوَّالينْ
وعلى المنابرِ
والمسارحِ
وفي أروقةِ الإعلامِ
وفي صفحاتِ الجَّرائدْ
وأريدكِ أنتِ…
امرأةً تنجّيني من الغرقْ
وتعمِّدني بيديها
وتمسحُ على جبيني بأصابعها
وترمي عن رأسي كلَّ ما يثقلهُ
وتضحكُ لي
..كأوَّلِ مرَّةٍ تضحكُ فيها للحبّْ
أريدكِ…
لأخرج من خيمة البكاءِ
ومن طابورِ الّذين ينتظرونَ دورهم للموتْ
ومن الّذين ينظرونَ
إلى الموتى دون أن يكون بمقدورهم فعلُ شيءٍ ما
ولأخرج من هذا الفيلمِ الّذي
..لا يعرفُ النِّهايةْ
أريد أن أحبَّكِ…
لا لشيءٍ، وإنَّما لأنجو
ولأنِّي أعرفُ أنَّ نهاياتي السَّعيدةُ بين ذراعيكِ
واثق العبدالله
Discussion about this post