مدينة من بلدي( مدينة خريبكة )
من كتابي مغرب الثقافات
مدينة خريبگة: ملتقى الحضارات وكنز الفوسفات
تُعدّ مدينة خريبگة المغربية رمزًا للتلاقح الثقافي بين الأمازيغ والعرب، إذ تحتضن تاريخًا عريقًا يعكس الانسجام بين مكونات المجتمع المغربي. تشهد هذه المدينة على تطور حضاري مستمر، وتُعتبر واحدة من أبرز المدن التي تُسهم في تقدم الاقتصاد الوطني بفضل ثروتها الطبيعية الغنية وموروثها الثقافي المتنوع.
تأسيس المدينة وثروتها الطبيعية
تأسست خريبگة عام 1923 على يد سلطات الحماية الفرنسية بقيادة ألفغاد بوجاي، عقب اكتشاف الفوسفات في المناطق المجاورة. يمتلك المغرب احتياطيًا هائلًا من هذه المادة الحيوية، حيث تُقدّر كميته ما بين 35 إلى 40 مليار متر مربع، ما يجعله ثاني أكبر مصدر للفوسفات عالميًا بعد الصين.
إلى جانب أهمية الفوسفات كمصدر اقتصادي، تظلّ خريبگة شاهدة على حقب جيولوجية مثيرة، حيث اكتشف فريق دولي في عام 2022 نوعًا جديدًا من الموزاصور الضخم الذي عاش في العصر الطباشيري العلوي قبل 67 مليون سنة، حينما كان المحيط الأطلسي يغمر أجزاءً من المغرب. هذا الاكتشاف يعزز مكانة المدينة كمركز للاكتشافات العلمية الفريدة.
التلاقح الثقافي ودور الأدب والفنون
خريبگة ليست فقط مركزًا اقتصاديًا بل تُعتبر منصة للتلاقح الثقافي بين الأمازيغ والعرب. تعكس الأنشطة الثقافية في المدينة هذا التنوع الغني، حيث تحتضن مهرجانات أدبية وفنية تبرز مواهب محلية ووطنية. ومن بين الأسماء البارزة التي تحمل أصولًا من خريبگة، الشاعرة رشيد فقري، التي تقيم في الدار البيضاء لكنها تمثل التراث الثقافي العريق للمدينة.
الفعاليات الثقافية والتراث
تُعرف المدينة بفعالياتها الثقافية التي تحتفي بالأدب والشعر والفن. هذه الفعاليات تُسهم في الحفاظ على الهوية المغربية المتعددة وتعزيزها بين الأجيال. كما أن هذا الاندماج الثقافي يعزز الوحدة الوطنية بين مكونات المجتمع.
خاتمة
مدينة خريبگة ليست مجرد مدينة معروفة بثروتها الطبيعية الهائلة، بل هي نموذج للتنوع الثقافي والحضاري في المغرب. تجمع بين تاريخ عريق، إرث طبيعي مذهل، ومساهمات ثقافية تستحق الاهتمام، ما يجعلها مصدر إلهام للأجيال القادمة ودعامة أساسية في تحقيق التقدم والازدهار الوطني.
للإيمان الشباني
Discussion about this post