- يعد الحايك من الألبسة التقليدية التي تعتبر جزء من ثقافتنا وتاريخنا الممتد على مدى قرون من التاريخ . استعملته المرأة منذ حضارات قديمة بغرض الاحتماء من حرارة الشمس و برودة الطقس كما أعتبر رمز للعفة و الحشمة و الأنوثة و هو مبدأ من مبادئ الهوية لكنه تأثر بالتغيير الاجتماعي و الثقافي و تغير في الشكل و الوظيفة و أصبح تقليدا في طريق الزّوال لا يستعمل إلا في بعض المناطق باحتشام وصار طقسا من طقوس الزواج ،
فالحايك رمز من رموز موروثنا الثقافي وجزء من الزي التقليدي الشعبي الذي طالما تفتخر به المرأة الجزائرية عبر الزمن فأضفى عليها سحرا وجمالا يزيد من بهائها وقيمتها عند رجال زمان ،والحايك قطعة قماش مستطيلة ، مطرزة ومفصلة ، على مستوى الجانبين، يبلغ طوله مائة وثمانون سنتمترا وعرضه مائة وستة وثمانون سنتمترا يزين الجانبان من الحايك بشرائط صفراء مفصولة هي الأخرى بشرائط بيضاء موازية لها وعمودية ،هو لباس تقليدي أبيض الذي أسهم في إطلاق تسمية ” دزاير البيضاء ” على العاصمة بعد أن أضفى اللون الأبيض هو الغالب على لونها فهذا اللباس التراثي كانت المرأة الجزائرية تلبسه فوق لباسها التقليدي عند الخروج من بيتها وهو عبارة عن قطعة قماش ناصعة البياض تلفها المرأة على جسدها بطريقة ذكية ومثيرة بحيث لا يظهر من المرأة إلا بعض من ساقيها وعيونها بحيث يغطى نصف وجهها بما يسمى لعجار، فكانت تتزين بوضع الخلخال في أرجلهن مما يزدهن روعة وبهاءا، حتى أن الكثير من الشعراء والمطربين، تغنوا بهذا الزي الأصيل،
يعتبر الحايك وملحقاته كالعجار والحلي من خلخال، خيط الروح، مناجد أومشابك( Fibules) …الخ دو قيمة حضارية عريقة، فكان وتلك الملحقات، شرطا أساسيا في جهاز العروس ومن لوازمها الأساسية التي تزف بها من بيت أهلها، و هي تتستر من أعلى الرأس إلى القدمين، وكان جزءا لا غنى عنه من يومياتها تنوع فيه حسب المناسبات وتتحكم فيه أيضا الطبقية.
* (الحايك) العشعاشي :معروف في مدينة تلمسان نسبة إلى صاحبه الحاج مصطفى العشعاشي الذي يملك ورشة عمل خاصة بتصنيع الخيط الذهبي، وهو نفسه المحل الذي كان ذات يوم مشهورا بصناعة حايك العشعاشي، الذي كان يمثل أحد أعرق الصناعات التي ترمز إلى المرأة التلمسانية بصفة خاصة والمرأة الجزائرية بصفة عامة، وأحد الشواهد التاريخية والحضارية التي تدل على إبداع أهل تلمسان في صناعة الحياكة الّتي تعدّت شهرتها حدود الوطن وأضحت فخرا لكل سكان منطقة المغرب العربي حيث انفردت هذه المنطقة باللون الأزرق النيلي هو عبارة عن قطعة قماش من الحرير الخالص و الممزوج أحيانا بالصوف أو الكتان .
كما تغنّى به الشّعراء وظل المقطع الشهير الذي يلخص جمال تلمسان في .. ”هواها وماها وتلحيفة أنساها”،
وقد ظلّت التّلمسانيّات ترتدين الحايك إلى نهاية الثّمانينات، ومع بداية التّغيرات الإجتماعية والإقتصادية التي شهدتها الجزائر في تلك الفترة، لوحظ تخلي بعض النّسوة عن هذا اللباس، وتعويضه بالحجاب وغيره، لكن ظلت بعضهن محافظات عليه، ورَفَضن التخلي عن أمانة أجدادهن، حيث يعتبرنه حرمة لا يمكن المساس بها.
Discussion about this post