نبتة “الحلفاء” هكذا تسمى في الجزائر ، تنبت في المناطق الشبه صحراوية ولها استعمالات وفوائد عديدة ، غذاء للمواشي ، تنسج منها الحصير ، يسقف بها سطوح المنازل ونوادر التبن فهي عازل جيد ، وتدخل حتى في الصناعات الحديثة يصنع منها الورق والكرتون
والحلفاء أنواع منها ما يستعمل في صناعة الحصائر ، بينما يتم صناعة الكسكاس بالحلفاء الخشنة ويتمّ صناعة المزهرية الخاصة بالورود بالحلفاء النّاعمة الرّقيقة
وتنتمي الحلفاء لعائلة الدّوم والنخيل وتعيش بالمناطق الجبليّة، يتم بها صناعة أدوات منزلية، ومراوح وقباعات تقليديّة وأشياء أخرى، حيث تعتمد على أنامل السّيدات والرّجال من أجل تطويعها وتحويلها من حلفاء إلى سلعة تباع وتشترى.
وبالرغم من كون هذه الصناعة الإبداعية، شاقة وتتطلّب صبرا لانجازها، إلا أنها ترفض الزوال نظرا لتواجد حرفيين امتهنوا الصّنعة ورفعوا التّحدي أمام المشاكل التي تعترضهم، كنقص المادة الأوليّة وغياب فضاءات عرض منتجاتهم.
تنتشر هذه الصّناعة التّقليدية في العديد من المحافظات في البلاد، لما لها من طابع تراثي وتقليدي ما زال يصارع الزمن، وهي حرفة تقوم على استغلال هذه النباتات في إعداد أوانٍ مطبخيّة وتجهيزات منزلية بسيطة مختلفة كما يفعل غيرهم مع القش والقصب وغيرهما من المواد النّباتية المصدر. الحرفيّون الُذين تمسّكوا بها يرفضون التخلي عنها على الرغم من الصعوبات والمشاكل والتحديات التي تواجههم، كنقص الموادّ الأوليّة وغياب سياسة التّسويق والتصدير وعدم وجود أماكن للعرض وغيرها.
Discussion about this post