بوحُ الصَّمت …
بقلم … عزيز بلغازي زناتي
أُحِبُّكِ… آهِ لو تَعلَمينَ كَم أُحِبُّكِ،
وَكَيفَ يُرهِقُني الهَوى وَأَنا أَكبُتُهُ فِي صَدرِي،
يَنبِضُ كَطَيرٍ مُتعَبٍ يَبحَثُ عَن فَضاء،
يَتَأَوَّهُ فِي كُلِّ نَفسٍ وَيَشتَعِلُ فِي كُلِّ نَظرَة.
أُحِبُّكِ…
وَلَكِنَّ اللَفظَ مَكسُورٌ عَلى شَفَتَي،
يَرتَعِشُ كَمُسَافِرٍ تَاهَ في عُتمَةِ البَحرِ،
يَحشِدُ الشَّوقَ فِي حَنايَاهُ وَلكِنَّهُ يَخنُقُهُ الصَّمتُ.
أُحِبُّكِ…
فَهَل سَمِعتِ وَقعَ خُطواتِ الشَّوقِ فِي صَمتِي؟
هَل أَحسَستِ يَدِي تَرتَجِفُ إِذَا صَافَحَتكِ؟
هَل لَمَحتِ الكَلِمَاتِ تَتَكَسَّرُ فِي عَينَيّ،
تَسقُطُ كَالنَّجمِ وَلا يَجِدُ لَهُ سَمَاء؟
يَا مَن تَسكُنِينَ كَمَا يَسكُنُ القَمرُ بَينَ ضُلُوعِ اللَّيلِ،
أُحِبُّكِ بِطُهرِ المَطَرِ وَجُنُونِ الرِّيح،
بِصَبرِ الزَّهرِ وَوَحشَةِ الغَابِ،
بِخَوفِ الطِّفلِ وَعَزمِ المُحَارِبِ،
أُحِبُّكِ… وَلَكِن، لَسَانِي أَضعَفُ مِن أن يُحدِّثَكِ.
فَاقرَئِي حُبِّي فِي عَينَي،
فِي رَعشَةِ صَوتِي، فِي طُولِ صَمتِي،
فِي كُلِّ مَرةٍ تَنطِقُ شِفَاهِي بِحَرفٍ
فَأبتَلِعُهُ قَبلَ أَن يُولَدَ كَلِمَة.
فَإِن شَعَرتِ بِقَلبي يَنبِضُ بِاسْمِكِ،
وَإِن أَحسَستِ بِحُبِّي يَتَنَفَّسُكِ،
فَاعلَمِي أَنِّي أُحِبُّكِ…
وَأَنَّ الصَّمتَ لَيسَ إِلَّا قِيدَ الخَجَلِ
الَّذِي يَفتِكُ بِالرُّوحِ… وَيَجمَعُ كُلَّ شَجَاعَتي فِي نَظرَة.
Discussion about this post