تعدّ النّحاسيات موروثا ثقافيّا للجزائر طالما احتفظ به الأحفاد عن الأجداد ما جعل العائلات مرتبطة بالنُحاسيات وامتلاكها فأغلبها تمتلك أواني وديكورات من نحاس تزيُن بها منازلها وتستغلُها في الأعمال اليوميّة أيضا.
والمهراس هو اناءٌ مصنوع من معدن النّحاس الخالص كانت العائلات الجزائريّة. لا تستغني عنه في المطبخ التُقليدي وله ميزة خاصة نفعية وجماليّة كما كان له دور كبير اثناء حرب التحرير الجزائريُة خاصة في قلب العاصمة القصبة فكانت المرأة الجزائريّة تستعمله كنداء عندما تحاصر القصبة من طرف الجنود الفرنسيين للقبض على المجاهدين .. كرسالة للتنبيه
في رمضان، وفي العيدين، وفي كلّ المناسبات، يكثر الطّلب على الجيّد من الاستهلاك الغذائي ويعتبر المهراس الذراع اليمنى للسيّدة الجزائريّة وإحدى أهمّ الآلات الّتي لا يمكن لمطبخ بيت أن يسير من دونه، إذ لا تكاد أسرة أو عائلة لا تحتفظ بمهراس أو أكثر في البيت، لما له من وظائف عدّة.
المهراس، وإن كانت وظائفه غير مرتبطة بجنس معين، ولا بثقافة محددة، ولا بوظيفة واحدة، إلُا أنه ارتبط مع الزّمن بالمرأة، لكونها هي من تتكلّف بأمور البيت، من طبخ وتحضير وطحن وغربلة ودق وهرس توابل وقهوة وبقول.. لصنع أطباق الطعام المختلفة.
فالعمل المنزلي في المجتمعات الزراعية، وحتى الحضرية، كان خاصا بالمرأة الماكثة في البيت، تستعمله في تحضير الدقيق أو البهارات، جنبا إلى جنب مع الرحى الحجرية وأدوات طبخ أخرى. بناء على ذلك، كان يتواجد لدى العائلات على الأقل نوعان من المهاريس: مهراس خاص بالقهوة، وكل ما يدخل ضمن صناعة القهوة من بهارات وتوابل، فيما يخصص آخر للتوابل والبهارات، حتى لا تختلط الروائح والنكهات والمذاق.
وتحرص المرأة الجزائريّة على الحفاظ على كل ما له علاقة بتلك التقاليد التي تصاحب حلول الشهر الفضيل، ولن تكون هنالك أي نكهة ليوميّات رمضان، إن لم تلتقِ نساء القرية في جلسة جماعية ويبدأن في تحضير التوابل باستعمال بعض الأدوات التقليدية مثل “المهراز” الذي كان إلى وقت قريب تُسمع “دقاته” في كل المنازل تقريبا، أياما فقط قبل حلول شهر الصيام.
وإن كانت هذه تعرف طريقها إلى الاندثار، إلا أن ذلك لم يمنع الكثير من العائلات من الحفاظ عليها إلى يومنا هذا، أين يتم اقتناء التوابل، ثم يقمن بغسلها وتجفيفها بوضعها فوق السطوح، وبعد ذلك يقمن بطحنها في المهراز، وغربلتها بالغربال
Discussion about this post