فوبيا
بقلم/ د. دعاء محمود
حينَ تتحوّلُ كلّ المشاعر إلى فوبيا؛ تصبحُ الحياة نوعًا من الموتِ البطيء، فوبيا تسيطرُ على حياتي؛ يتسلّلُ الموتُ إلى أعماقِ قلبي في زحفٍ ثعبانيٍّ ناعمٍ رقيقٍ.
حياةٌ أقسى ما فيها شعورٌ بالخوفِ؛ جعل حياتي كتلةً من الصّلابةِ؛ جمودٌ في جمود.
تقدّم بي العمر وأنا أخافُ الحبّ ولوعته، أخافُ الاشتياقَ، والحنين.
أخافُ أن يتركني؛ فما تقدّمت خطوةً نحو مَن بادر بخُطوة، أبتعدُ أمتارًا، أفرُّ فرار الحمل من اللَّيث الجسور.
باتَ قلبي في جليدِ المشاعرِ – فوبيا- تسيطرُ عليه تغلّفهُ؛ لا يستطيع الفكاك منها حتّى؛ يحيا كما تطيبُ له الحياة.
فوبيا جعلت تعاملي مع البشرِ – حَذِرًا – لدرجةِ الشَّك المميت فالكلّ بات في نظري؛ ذئبًا يخطّط ليستفيد.
فوبيا الخسارة جعلت من المجازفةِ بالمالِ، أو التّجارة شيئًا مستحيلا.
ثباتٌ بمستوى متدنٍ من المعيشةِ، الرّضا بالقليلِ لم يكن يومًا عندي عبادة ؛ بل صار خضوعًا واستسلامًا لفوبيا نفسيّة لا أجدُ لها علاجا.
فوبيا التَّعامل مع البشرِ حظرت عليَّ الخروج، والتَّنزه.
فوبيا لعينة جعلت منّي وردة ذابلة هشّة، من حاول لمسها فتّتها.
فوبيا سَرقت منّي الحياة، الحبّ، والعمل.
فوبيا حَوّلتني جُثةً على قيدِ الحياةِ؛ اسمٌ في بطاقةٍ، وصفةٌ ليس لها فائدة؛ تعيشُ كالأنعامِ؛ بل أضل.
في وقفةٍ مع النّفسِ نسمات الحياة هبّت تُنعشُني، راقَ لي أن أعيش، فهل من مغيثٍ؟!.
الكاتبة الصحفية/ د. دعاء محمود
مصر
دعاءقلب
Discussion about this post