لا تَسلني إنْ كُنَّا بخيرٍ
الموتُ السَّاذجُ حين يغتالُ شهوةَ الحياة وشبَقَها،
يبدو كانتظارٍ لا مُجدٍ لفضولِ الرَّغبات، وسعيِها
بأن تتحوَّلَ اللهفةُ إلى أطيافٍ لا تُرى بعينِ الحُبِّ المُجرَّدةِ.
الحزنُ تذكرةُ عبورٍ مجَّانيَّةٍ
لا يحتاجُ إلى أختامٍ وتواقيعَ
ينضجُ على نارٍ هادئةٍ
ويعبرُ بأمانٍ من ثقوبِ الوحدةِ المُتراميةِ الأبعادِ
منذُ أن بدأنا سويًّا بذبحِ رقابِنا على الملأ
يا لهذا اليقينِ الّذي أبى إلّا أن يتقيَّأنا كذبةً على جبينِ الأيامِ!
الحزنُ لباسٌ تقليديٌّ..
ترتديهِ نساؤُنا وتدُسنَ على جمرِ الغيابِ حافياتٍ
من أصواتهنَّ المبحوحةِ ينسجنَ خيامَ العزاءِ
وعلى أطرافِ أكمامهنَّ تغرقُ المدنُ بالملحِ
كيف سأخبركَ أنَّ للذاكرةِ صناديقَ سوداءَ
وأنَّ الموتَ والحزنَ من الجرائمِ الّتي لا تسقطُ بالتَّقادمِ
الحزنُ اسمُ كلِّ النّساءِ
الموتُ عنوانُ كلِّ الرِّجالِ
الخوفُ لعبةُ كلِّ الأطفالِ
والبلادُ اليتيمةُ سُرقَتْ هُويتَها،
وسيقتْ حاسرةَ الرَّأسِ إلى الإعدامِ
أتسألني بعد كلّ هذا إن كُنَّا بخيرٍ!
(من مجموعة الموت أنيق حين يقف أمام الكاميرا)
ريتا الحكيم
Discussion about this post