أسرة صغيرة سعيدة
لنكن أسرة؛
الأب يخبّئ حكايات أجداده
تحت جلده
وداخل أنفاق عظامه
بين أسماء الأبناء،
ولا يناديهم إلّا حين يحتضر
وينسى ما بين الحروف من صلة،
وقرابة تجعل بعض الكلمات ثقيلة
أليفة
وأحيانا قاتلة،
ومعنى أن تكون وحيدًا
خائفًا
تطعم حكاية لغرباء
قد يسروا عنك لحظتك الأخيرة
أو يظنّونك مهيبًا
رجلًا خبر الحكمة وتطلّع إلى الموت
بشهيّة.
أب
يتمدّد داخل كيس نقوده
كلّما شعر بالخوف
وتضاءل رصيده من الحبّ،
وفي المناسبات يجلب للعائلة
قططًا سمينة
تنظّف الجيوب والحقول والعيون
من الحزن
ويجلس قبالة الرّاديو
بأعضائه المستأنسة
الّتي ترعى فيها أصوات الأمراض
وذكر الله.
لنكن أسرة؛
الأم تتمشّى مع صوت أم كلثوم
بين المطبخ والمرآة،
تراقب خطّ نمل رفيع
يخرج
من شقّ في خدها الأيمن
حتّى صدرها…
بنفس متهدّجًا
تقطع مفاتنها على لوح
بسكّين تمزّق ابتسامتها
وبقليل من الملح مع الفلفل
تمزج نظراتها القلقة بمساحيق التّجميل،
وتدسّ خسائرها بين أسنانها
وفي الجروح
مثل الشّوائب الّتي تجعل الجمال
مألوفًا ومرئيًّا.
أم
تتمدّد داخل عيون أطفالها
بضوئها الزّهيد
والحرب تعوي بالخارج
تقطف شوارب الرّجال
تبعثرها تحت شجرة العائلة
وحين تذبل
تكنسها البلدية.
كعادة الأمّهات
حين ينهش جلدها الخوف
يكون الاختباء بين روائح التّوابل
أفضل من التّحديق
في صوت الرّصاص.
وكأبناء حاولنا
أن نجيء كنزوة متأخّرة
حتّى نكسر عهود الحبّ
وقيود النّدم،
مَن كان بلا وظيفة
أو أمل
يطيل الحبو تحت التّراب.
رضا أحمد
Discussion about this post