نفحات الجنة
بقلم/ د. دعاء محمود
قطعةٌ من الجنةِ على أرضِ مصر، راحة، ونعيم لا يزول.
وأنت فيها تشم رائحة الجنان تعربش في أرجائها.
قد تتعجب من بساطةِ المكان، وقدسيته، هالةٌ من النُّور تحوطه، وروحانية تغشاه؛ إنها مدافن أسفل المقطم قبل عزبة الأباجية.
في رحلة تصف قدسية المكان وطهارته، تعال معي لترى كم من روح طاهرة دفنت في هذا المكان؛ مما جعله قطعة من الجنة، تفوح منها البركات أينما ذهبت.
في بداية الرِّحلة تجد مسجد اسمه اللَّيث بن سعد، بعد دقائق من المسير تجد ضريح ذو النون المصري على يمينك، تسير خطوات قليلة لتجد نفسك بين ضريحين أحدهما لرابعة العدوية – تلك الزَّاهدة، العابدة، النَّاسكة التي ذاع صيتها، وعرفت بزهدها وورعها – والثَّاني ضريح محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب.
بعد ذلك بدقائق قليلة سيرًا على الأقدام تجد قبة ضريح الشَّريفة فاطمة حسن الأنور، بعدها تجد مسجد سيدي عقبة بن عامر الجهني.
في منتصف المكان تمامًا تجد مسجدٌ كبيرٌ له قبة كبيرة، عند الباب الخلفي للمسجد تجد باب صغير أخضر اللون أمامه مصطبة طينية أنه ضريح (عمرو بن العاص )، هذا الجسد الشَّريف يرقد هناك – ليس كما كنا نعتقد أنه في الجامع الكبير الخاص به-
وقد تم تهميشه بشكل مبالغ فيه أيام الفاطميين.
وقد كانت تلك وصية عمرو بن العاص أن يظل قبره دون قباب وشواهد؛ حتى لا يتعرف على قبره الشِّيعه.
لماذا كل هؤلاء العظام تجمعوا في مكانٍ واحدٍ؟!
الأمر له أصل عقائدي، فحاكم مصر ( المقوقس ) أخبر سيدنا عمرو بن العاص؛ أن المقطم به شجر من الجنة و أنه مكان طاهر، وأن سيدنا عمر بن الخطاب وصى بدفن المسلمين فيها، لذلك حرص سيدنا عمرو بن العاص أن يدفن هناك.
لم تنته بعد رحلتنا:
ففي القرافة الكبرى يوجد ضريح الإمام الشَّافعي، الملك العادل، قايتباي، خلفاء المماليك، العباسيين، الفاطميين، المقريزي، ابن عطاء الله، والإمام الشَّاطبي – أشهر من جمع قراءات القرآن – على مقربة منهم.
لا نبالغ إن قلنا أنها قطعة من الجنة قابعة في أطهر الأماكن بمصر.
تاريخٌ طويلٌ، إرثٌ عظيمٌ، طهرٌ، وروحانية كامنة في بقعة أرض مصرية.
الكاتبة الصحفية/ د. دعاء محمود
مصر
دعاءقلب
Discussion about this post