لي وطنٌ آخر
قالوا : بأنَّكِ سترحلينَ
مع الطُّيورِ المهاجرة
الى مَوطنِ الدِّفء
بحثاً عن مكان آخر
بعيداً عنّي حيث الأمان
و الدّفءُ و الأمــل
سترحلينَ بعيداً عنّي
مع النّسائم الجميلة
و همسات المساء الدّافئة
ألم تعلمي بأنّكِ قدري ؟
ألم تعلمي عندما تذهبين
لا تعود الأيام تسير بانتظام
و لا تعود الشّمس تشرق
كعادتِها كلّ صــباح
عندما تبتعدين عنّي …
حينها لا تعود حياتي
تعني لي شيئا….
و ستتشابه عندي
كلّ الأيام والفُصول
و ستبكي الدّنيـــا معي
وستصغي النّســـائمُ لحُزني
حينها سوف أُدركُ تيه نفسي
و سوف أعرف أنّني تِهْتُ
في بحر عَينَيكِ الجميلتين
و يكون لي وطنٌ آخر بعيد
و سوف أتمنى لو أعودُ
طِفلاً صغيراً ألعبُ بالتّرابُ
في شوارع مدينتي الضّائعة
لا يُدركُ الحُبَّ الّذي يحملُ
بين جناحَيْـهِ أمداً طويلاً
ولا يهتمُّ لغيابكِ عنه أبدا
كي لا يعودَ لِيَبحثَ عنكِ
بين النّاس من جديد
ولا يكتبكِ أمنيةً وحيدةً
بين سطور أشعاره…
لو تدركين فقط كم أحبّكِ
وكم ساشتاق لك في غيابك
لَبقيتِ بجانبي وطناً آخراً
ولم تذهبي أبــداً …
ادريس حيدر ابراهيم
Discussion about this post