يعد مقر الزاوية التُيجانية بقمار في ولاية الوادي، واحدا من أهم المعالم التاريخية في الولاية، وحتى بالنسبة للطريقة التيجانية في العالم، والتي تعد من أكثر الطرق الصوفية انتشاار في العالم الإسلامي كونها أول زاوية لها في العالم، إذ لابد لأي زائر للولاية وأن يعرج على هذا المعلم التاريخي الذي يعد تحفة فنية في العمارة والزخرفة الإسلامية.
ويعود تاريخ تأسيس مبنى الزاوية الذي يقع حاليا في الضاحية الشرقية من مدينة قمار حسب المخطوطات الموجدة في مكتبة الزاوية، إلى الثلاثي الأخير من سنة 1789 م أي ما يوافق سنة 1204 هـ، وكان ذلك على يد المقدم – درجة من درجات الالتزام في الطريقة التيجانية – محمد الساسي القماري، وبأمر من مؤسس الطريقة التجانية الشيخ سيدي احمد التجاني
وبنيت النواة الأولى للزاوية على شكل قاعة مربعة طول ضلعها تسعة أمتار، وبقيت ثمانون سنة على تلك الشاكلة أي إلى غاية العام 1869 خارج السور الشرقي للمدينة، وكان دورها الديني يقتصر آنذاك على الصلوات الخمس وتلاوة القران الكريم.
ساهمت الزاوية التجانية بقمار في الحفاظ على النسيج الإجتماعي في المنطقة ، وذلك من خلال التكافل ، فالزاوية كانت تفتح أبوابها للمحتاجين والفقراء وعابري السبيل خاصة في أوقات الأزمات ،
وفي الأعياد والمناسبات . كما ساهمت الزاوية التجانية بقمار في نشر روح التسامح والتراحم بين الناس عملا بالكتاب والسنّة ووصايا مؤسّس الطريقة الشيخ سيّدي أحمد التجاني وخليفته سيّدي الحاج علي التماسيني رضي الله عنهما ، وإصلاح ذات البين ، وحلّ الخصومات والنزاعات . وما تزال الزاوية التجانية بقمار اليوم محافظة على نشاطها ، فهي تحتوي على مدرسة قرآنية تعتني بتحفيظ القرآن الكريم ، وتؤدّى فيها الصلوات الخمس وصلاة القيام في شهر رمضان المبارك ،
وما زالت منذ نشأتها محافظة على حلقات الذكر المعروفة في الطريقة التجانية ( الوظيفة والهيللة ) ، والقراءة الجماعية للقرآن الكريم ، كما تُلْقَى بها دروس دينية في علوم الشريعة والتصوّف .
كما تُحيي الزاوية التجانية بقمار المناسبات الدينية كالمولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة والسلام ، وليلة القدر ، وذكرى الإسراء والمعراج ، حيث تلقى فيها القصائد الدينية التي تحثّ على حبّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وآل بيته وصحابته رضي الله عنهم أجمعين
Discussion about this post