تغريد
ولادة جديدة …
الحمدلله… الحمدلله الّذي أنقذني من بحر القلق وأعادني إلى شاطئ الأمان. الحمدلله الّذي منحني عمرًا آخر حين ظننتُ أنّ الأيام تخبّئ لي ما لا أطيق.
كنتُ أمضي بين الأيامِ كمن يعبرُ جسرًا معلّقًا فوق هاوية، كلّ خطوةٍ ترتجفُ تحت ثِقلِ الانتظار. أسبوعان وأنا أحملُ في صدري قلقًا ينهشُ روحي، أستيقظُ كلَّ صباحٍ على سؤالٍ واحد: أيُّ خبرٍ سيحملهُ الغدُ لي؟
لكنّ اليوم… اليوم أنا أملكُ كنزًا لا يُقارنُ بذهبِ الأرضِ وألماسِها، أملكُ صحّتي الّتي كادت تختنقُ تحت ظلالِ الخوف، أملكُ الحياةَ كما لم أشعر بها من قبل.
اليوم تلقّيتُ النّتيجة. قلبي كان يركضُ كحصانٍ جامحٍ، يرفضُ أن يهدأ قبل أن يصلَ إلى الجواب. قرأتُ الكلماتِ بعينٍ تغرورقُ بالدّموع، “الورم حميد”… يا الله! كم من الأملِ كان مختبئًا خلف هذه الحروفِ القليلة؟ كم من الحياةِ عادَت لتنبضَ في عروقي؟
لا أعرفُ ماذا أكتبُ الآن، كيف أرتّبُ فرحتي فوق الورق؟ كيف أصفُ إحساسي وأنا أتنفسُ للمرة الأولى منذ أسابيع دون أن أشعرَ بجدرانِ صدري تضيقُ عليّ؟
الحمدلله على العافية التي لم أكن أدرك قيمتها كما أفعل الآن. الحمدلله على نعمة الحياة حين تشرق دون خوف، على كل نفسٍ يدخلُ صدري دون قلق، على زهرةٍ تنمو، وعلى شمسٍ تشرقُ في قلبي من جديد.
اليوم عرفتُ أنّني غنيَةٌ بما لا يُشترى، أنّني أملكُ نهارًا جديدًا، صباحًا يُشرقُ دون خوف، أملكُ زهرًا سيتفتّحُ في دروبي، أملكُ نفسي… أملكُ الحياة!
تغريد
Discussion about this post