بقلم حجاج أول عويشة
يمتلئ تراثنا الشعبي بالكثير من الأمثال الشعبية التي ما زلنا حتى يومنا هذا نتداولها في المواقف الحياتية المختلفة، لأنها تحوي الكثير من العبر والحكم التي تعبر عن تلك المواقف في بضع كلمات مختصرة.
ما لا يعرفه الكثيرون أن من تلك الأمثال الشعبية ما يعبر عن تفكير وثيق الارتباط بأسس منطقية، وأنّ علم المنطق ليس ببعيد عن التفكير الفطري لأجدادنا.
ولعلّ عبد الرّحمن المجذوب أحد أهم روّاد الأمثال الشّعبية في المغرب الأقصى بصفة خاصة والمغرب العربي بصفة عامة فمن هو هذا الشيخ الفضيل؟
.هو سيدي عبد الرحمن بن عياد بن يعقوب بن سلامة الصنهاجي الأصل، ثم الفرجي الدكالي المعروف بالمجذوب، كان مقر أسلافه بساحل بلد آزمور من دكالة، وهناك ولد ثم رحل والده مع العائلة إلى نواحي مكناس ثم سكن هو مكناس نفسها
ولد الشيخ سيدي عبد الرحمن المجذوب في شهر رمضان عام 909ھ- 1506م، برباط تيط قريبا من بلدة أزمور- مأوى سلفه- ثم رحل وهو صبي مع والده سنة 914ھ-1508م، إلى نواحي مدينة مكناس، ونزل بموضع يقال له: “إرُكَّان”، ونشأ في بيئة خير وصلاح.
أمثال عبد الرّحمن المجذوب
لا تْخَمّمْ لا تْدَبَّر**لا تَرْفَدْ الهَمْ دِيمَة
الفَلك ما هُو مْسَمّر ** و لا الدُّنْيَا مْقِيمَة
سافر تعرف الناس و كبير القوم طيعه
كبير الكرش و الراس بنص فلس بيعه
نرقد على الشوك عريان**او نضحك للي جفاني
نصبر لتعوس الايام**حتى ياتي زماني
أهل المحبة قالولي*** إذا بلاك الله بها
راه مقامها عالي غالي *** أهل الكتب حارو فيها
من لامني في نار الحب *** نبيع له يشري مني
نبيع له بيع المحتاج *** و إذا جرب يعذرني
ادفن سرك ودكّو *** في الأرض سبعين قامة
وخل الخلايق يشكّوا *** إلى يوم القيامة
الصمت حكمة و مَنُّوا تفرقوا لحكايم *** كون ما نطق ولد لحمامة ما يجيه ولد لحنش هايم
طاقوا على الدين تركوه**و تعاونوا على شريب القهاوي
الثوب من فوق نقوه ** و الجبح من تحت خاوي
وانا راكد في منامي و أهل الله وقفو عليا
قالو لي قم يا النايم تدكر الله الدايم
الخلقُ نوار وأنا رعيت فيهم … هم الحجب الأكبر والمدخل فيهم
طلع النهار على القمر *** وما بقى إلا ربي
الناس زارت محمد *** و نا اسكن لي قلبي
الناس قالت بدعي *** و أنا طريقي منجورة
إذا صفيت مع ربي *** العبد ما منه ضرورة
القاريين علم الأوراق *** في قلبكم ما يتمرشي
قوموا اذكروا يا حماق *** وتشاهدو النبي القرشي
اذكر الله و أنت ماشي لا تلهيك مسالة *** تحيي القلب الراشي بذكرك الجلالة
الله الله ما كاين غير الله
الي زرع شي وحضاه نهار لحصاد يلقاه
سمعت العيطة وتهزو حوالي
طرت او سرت فوق لبحور
أنا وكيلي ربي العالي
كيت الي باقي شاد فلقشور
يخ من هاد الزمان او ناسو
راس مالهم الغفلة والكره أو لحسد
شحال من حيط واقف مخروب ساسو
بريح خفيفة يتحنى ويتهد
قلبي مولع مزلع *** مجذوب لاش تلوموني
مجذوب ما ناشي مجنون *** غير الأحوال اللي بيا
الأمثال التي قالها عبد الرحمن المجذوب لها ما يقابلها في بعض الدول العربية، حيث تعبر عن نفس الحكم والتجارب الإنسانية. إليك بعض الأمثلة المشابهة:
—
1. “لا تخمم لا تدبر، لا ترفد الهم ديمة، الفلك ما هو مسمر، ولا الدنيا مقيمة.”
المثل المصري: “يا بخت من بات مهموم ولا بات ظالم.”
المثل الشامي: “الدنيا دوارة، لا تدوم لأحد.”
2. “سافر تعرف الناس وكبير القوم طيعه، كبير الكرش والراس بنص فلس بيعه.”
المثل المصري: “الغنى غنى النفس مش غنى الجيب.”
المثل التونسي: “سافر تعرف الناس وتزيد عقل وقياس.”
3. “نرقد على الشوك عريان، أو نضحك للي جفاني، نصبر لتعوس الأيام حتى ياتي زماني.”
المثل المغربي: “الصبر مفتاح الفرج.”
المثل السوداني: “الدهر قلب، يوم لك ويوم عليك.”
4. “ادفن سرك ودكّو، في الأرض سبعين قامة، وخل الخلايق يشكّوا، إلى يوم القيامة.”
المثل المصري: “إخفي سرك، ما حدش ينفعك.”
المثل الجزائري: “سرك في بيرك، لا تبوح بيه لغيرك.”
5. “الصمت حكمة و مَنُّوا تفرقوا لحكايم، كون ما نطق ولد لحمامة ما يجيه ولد لحنش هايم.”
المثل اللبناني: “إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب.”
المثل العراقي: “احكي بقدر الحاجة، والسكوت أحسن من الثرثرة.”
6. “يخ من هاد الزمان وناسو، راس مالهم الغفلة والكره أو لحسد.”
المثل المصري: “الزمن غدار وأهله أكثر غدر.”
المثل السوري: “الدنيا مصالح والناس معادن.”
7. “قلبي مولع مزلع، مجذوب لاش تلوموني، مجذوب ما ناشي مجنون، غير الأحوال اللي بيا.”
المثل اليمني: “من ذاق عرف، ومن عرف اغترف.”
المثل السوداني: “الحال يعلم البال.”
هذه بعض الأمثال المشابهة من مختلف الدول العربية. بعض الأمثال قد تختلف في الصياغة لكنها تحمل نفس المعنى والحكمة.
عن الأنترنت بتصرف
Discussion about this post