التّكامل: رجلٌ وامرأة
بقلم/ د. أشرف كمال
لا يستطيع رجل يملك لغّته ويطوّعها كيفما يشاء أن يكتب عن المرأة إلا من محاولة خلق فرصة يملك بها نفسه.
فهو لا يتحسّس وجوده الكامل والمتكامل، إلا وهو يقرّ بصراحة وعمقٍ بوجود المرأة في دنياه .
هذا الكائن الجميل الرّائع الّذي يعطي المعنى للوجود وللحياة، يسدُّ ثغرات الرّوح ،ويعالج العُقد، ويظلّل العمر بالحبّ والعطاء والخير والقيم الجميلة.
لذلك فالرّجل ولا أقول الذّكر، ، لا ينجح في فرض قوانين إلا بمشاركة الملاك البشريّ واسمه امرأة.
بهذه الكلمات الشّاعرية أبدأ.
نحنُ لا نحدّد قيمة وجودنا بعيدًا عن جمال الصّورة، الّتي تمنحنا إياها المرأة اليوم وكلّ يوم فتّميّزُها.
تلك القصائد والأغنيات وإيقاعات الفرح ونبض الذّكريات وطفولة الأحلام الطّريّة ، كلّما نضجت زادت جمالا وتوهّجا وصفاء.
نكتب اليوم عن المرأة ونقول لها :شكرًا، نقول لها عذرا، نقول لها عفوًا.
شكرا لكلّ الجمال الّذي تزيّنين به حياتنا وتمسحين به كلّ بشاعة الكون حولنا. وعذرًا عن كلّ ما يقترفه الأغبياء بحقّك وحقّنا كعشاق لفكرك وإحساسك وعطائك.
هم لا يستطيعون عيشًا ولا يطيقون وجودًا إنْ لم يمارسوا عُقدهم على أجمل كائنات الكون.
ومن الذّكور مَن يعنّفون المرأة، مادّيًّا و معنويًّا، بإهانات وتقزيم وتحقير وقسوة واستنقاص.
كلُّ الّذين يتكلّمون ليجرحوا هذه الإنسانة الرّائعة والشّريك الّذي لا تستقيم الحياة دونه، نأسف نحن الرّجال نيابة عنهم .
فالقدر الّذي وضعك صدفةً في طريق من لا طريق له لحياة متكاملة ، فحياته ظلمٌ وعبث.
نحن نخجل من كلّ أنواع إساءة تلحق بالمرأة ،أمًّا ،وأختا ،زوجة وبنتا عاملة وطالبة ،مدرّسة وطبيبة، موظّفة وحارسة في عالم الرّجولة الّذي يضجّ بالصّخب.
نحن نخجل من لجاجتنا، من طفولتنا الّتي لا تملّ من اللعب، نخجل من استبدادنا وتهوّرنا، ومن جنوننا لحظة الغضب. نخجل من عقم قصائد نتغنّى بها، من فراغٍ للمعنى الحقيقي للسّعادة في دروب الحياة.
السّعادة ليست في جيوب ملابسَ، تبحثين فيها عن حلوى البقاء المبهجة، ولا تجدين سوى الشّقاء والتّعب..
الأديب والصحفي/ أشرف كمال
Discussion about this post