صيام المسلم في بلاد المهجر يظلّ فرصةً ثمينةً لاستشعار مرتبة العائلة وقيم ديننا الحنيف التي تحث على التلاحم والتآزر بين المسلمين. فلعلّ أكثر اللحظات بهجة لدى الكثير من المغتربين هي ساعة الإفطار المشترك التي تجمع مسلمين من دول مختلفة حول مائدةٍ واحدة.
فتجد الطلبة يجلبون ما جادت به أيادي الأمهات الكريمات من مأكولات تقليدية، أبَت كل أمٍّ إلاّ أن ترسلها لفلذة كبدها، مع قريبٍ مسافرٍ أو صديق. فهكذا تنتهي غالباً وجبات الإفطار الجماعي بأحاديث عن الحنين إلى الوطن وعن عظمة رمضان بين الأهل والأحباب.
في الحقيقة هي كذلك فسحة للتعرف على تقاليد وعادات من مختلف البلدان الإسلامية. فتجد المسلمين المغتربين أشد حرصاً على التآزر والالتحام في رمضان أكثر من غيره من الشهور، محققين بذلك إحدى أسمى مقاصد الدين الإسلامي، مصداقاً لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُم…) سورة الحجراتء الآية:١٣
فالشّهر الفضيل تعمّ نسائمه المرسلة من الله ويسود عبقه في بقاع العالم.ويختلف الاستقبال والترحيب به باختلاف المكان والعادات، ولكن المراد منه يوحدنا؛ كلنا نطمع في ترميم الروح وتطهيرها من شوائب السَنة بالتقرب من الخالق والتسليم إليه.
وتنهال علينا النعم في هذا الشهر الكريم خاصة نعمة الاستشعار والخشوع، نتلذذ طعم السكينة والهدوء النفسي بقلب مفتوح وروح خصبة ونحس بحب الله لنا ولطفه بنا، نعيد شريط السَنة الفارطة ونقف عند المواقف التي دبرها لنا الله بعلمه وأخرجنا منها ناجين، فنحمده كثيرا بقلب خالص. نتذكر الذنوب والمعاصي، فنستغفره ونطلب منه العفو. نخر له ساجدين ونسأله الاستجابة لدعائنا والتيسير في أمورنا.
ومن بين النعم المستهان بها والتي تظهر أكثر في رمضان نعمة الجماعة والعيش في بلد مسلم، بلد يتجهز فيه الكبير والصغير لحلول الشهر الفضيل، شعبا وحكومة. ربما لا يصوم كل الناس ولكنهم كلهم يعلمون أن رمضان هنا دون أن يحتاجوا للبحث عن هذه المعلومة لأنها بارزة في جميع النواحي، في الهدوء الذي يكون في الصباح الباكر وفي الارتجاج الذي يحدث مع قرب الإفطار وتزمير السيارات وفي ازدحام محلات الخبز والحلويات وتسامر الليل..
إن في هذه النعمة قوة ليس لها مثيل، قوة لا يعرف قيمتها إلا من يفتقدها في ديار المهجر.
إنّ صيام المسلم في بلاد المهجر يظل فرصة ثمينة لاستشعار مرتبة العائلة وقيم ديننا الحنيف التي تحث على التلاحم والتآزر بين المسلمين.
فلعل أكثر اللحظات بهجة لدى الكثير من المغتربين هي ساعة الإفطار المشترك التي تجمع مسلمين من دول مختلفة حول مائدةٍ واحدة وهكذا تنتهي غالباً وجبات الإفطار الجماعي بأحاديث عن الحنين إلى الوطن وعن عظمة رمضان بين الأهل والأحباب. في الحقيقة هي كذلك فسحة للتعرف على تقاليد وعادات من مختلف البلدان الإسلامية.
فتجد المسلمين المغتربين أشد حرصاً على التآزر والالتحام في رمضان أكثر من غيره من الشهور، محققين بذلك أحد أسمى مقاصد الدين الإسلامي.
شهر فضيل بكل الخيرات والعبادات وفرصة يراها الكثير من المبتعثين للتقرب لله وتغيير نمط الحياة اليومي، بعضهم يتجه لعمل الخير وتوزيع وجبات الإفطار على الجيران والأصدقاء مترجمين عبارة “رمضان كريم”، وآخرون منهم يغتنمون الصيام ببعض الأنشطة منها الكتابة والقراءة والنشاطات الرياضية.
يجد المغترب صعوبة من نوع آخر في بلاد المهجر. فبعد يوم طويل من الصيام، يمني الفرد نفسه بإفطار يذكره بدفء اللمة الأسرية، غير أنه في غالب الأحيان نظراً لندرة الأسواق التي توفر المشروبات والأطعمة المعتاد وجودها على مائدة الإفطار في أي بيت مصري، يجد نفسه أمام مائدة لا شيء فيها يشبه ما ألفته عينه في بلاده، عدا التمور والحليب اللذين يمنيانه بعودة منشودة إلى أحضان الوطن وحنان العائلة.







































Discussion about this post