الذات مرآة صافية تعكس ما بها
في أعماق الروح حيث الصمت يفسح المجال للتأمل، تنبعث لحظة صدق بين الإنسان وذاته، حوارٌ يتسم بالروحانية العميقة، يحمل في طياته نبرة العتاب أحيانًا والتقويم أحيانًا أخرى. في هذا الحوار، تتجلى الذات كمرآة صافية تعكس كل هفوة وزلة، وتُحاكم النفس بحكمة وعقلانية.
الذات المُحاورة
:و كأنها أني وأني هي
ألفظك ذا أم لفظي
كأنها أني واني هي
فأينك مني
“أيتها النفس، هل سلكتِ الطريق القويم؟ هل كان الحق نبراسًا لكِ في قراراتك وخطواتك؟”
النفس المُحاوَرة:
“أعترف بأنني أحيانًا أضعف، وأحيانًا أميل حيث تميل الرغبات، لكنني لا أنسى أنني مسؤولة أمام الحقيقة.”
الذات المُحاورة:
“المسؤولية أمام الحقيقة ليست شعورًا عابرًا، بل هي عقد مقدس بينك وبين خالقك، بينك وبين الإنسانية. كوني أمينة، فالحق لا يحتمل التزييف.”
النفس المُحاوَرة:
“لكنّ الطريق وعر، والمغريات تحاصرني.”
الذات المُحاورة:
“وما قيمة الروح إن لم تصارع الضعف لتصل إلى النور؟ أنتِ مخلوقة للارتقاء، لا للاستسلام. تذكري أن الصبر والتوبة مفتاحا النجاة.”
في هذا الحوار، تكتشف الذات عمق معاني الصدق، وتعيد ترتيب أولوياتها لتتجدد النية الخالصة في السير نحو النور. إنه درس في المحاسبة الذاتية، حيث لا مجال للغفلة أو التهرب، بل دعوة للتصالح مع النفس والسعي لتحقيق السلام الداخلي.
.
للإيمان الشباني
Discussion about this post