تلك الكلمات اللّواتي ارتوت من دمي
مصفوفة كأنّها اللّؤلؤ
لا يسري عليها قانون الفناء
فتستوي قصائد عشق
تسير بها الرّكيان في فجاج الأرض
وتعرج بها إلى السّماء
ذاك المعنى الذي يقتات رحيق نبضي
ويتحاشى قسوة ترويض الضّاد
مطلعه بيانات تنشد في عيون الضّوء
وطنا حكيما لا يأكل أبناءه
وأقمارا تنير دروب من ضلّوا
فلم يدركوا أحضان حقول التّوت
وغابات الزّيتون وعيون الماء
ولأنّي أنشد الطّواف بكعبة الخلاص
قد رأيت أنّي لبلغتها لا محالة
أجمع بين عطايا الغيوم وعشب تربة معطاء
أجعل للكلمات أرواحا من نفخة الصّدق
تضمّ موجوعا ، تمسح دموعا
تضمّد جروحا ، تخترق قلوبا
تطبّب عليلا ومخذولا ومكسورا لا يمكن جبر خواطرهم بألف اعتذار …
أصنع قلادة زمرّد من أحجار اللّغة
وأعيد تشكيل خرائط أزكى الكلام
ولأنّي لا أبالي بكلّ الخراب من حولي
ولا لتلك الفوضى على يميني وعن شمالي
أجلس على عريشة الأغاني
أغزل جدائل السّلام من عذب الألحان
ولأنّ مجدافي الغيث والغوث
يشدّان أزر زورق الأمل إلى معابر الأماني
سأجعل قصائدي طحالب فرح
في الخنادق المنسيّة
تلوّح كما النّخيل لمناديل الغرقى
كشواهد القبور في قلوب مقاتلين
خرجوا ليأثروا لقوافل الصّبية الحالمين
حتّى لا تبقى المواويل تنزف أسفا
وتتأبّد شكوى الأرض حال أبنائها إلى الله .
(( روضة بوسليمي ))
Discussion about this post