الدكتورة رجاء موليو تكتب ….
تعجّ السّاحة الإعلاميّة بالعديد من الظّواهر الاجتماعيّة غير الاعتيادية على العقل والفكر البشري، الّذي أَلِفَ الأحداث العاديّة الطّبيعيّة، وهذه الظّواهر قد يكون لها التأّثير السّلبي الّذي يدمِّر النّفسيّة والصّحّة الإنسانيّة وسلامة استقراره الاجتماعي والاقتصادي والسّياسي وكذا الثّقافي.
قدَّس ديننا الحنيف حقّ الحياة واعتبرها هبة من الله عزّ وجلّ، لا يجوز لأيّ أحد مهما علا شأنه أن يسلبها لغيره بغير وجه حقّ. والقرآن الكريم في العديد من آياته أنكر على أهل الجاهليّة من العرب الّذين قتلوا أولادهم وخاصة وأد البنات في قوله تعالى (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق) سورة الإسراء الآية: 31.
وقد شدّد القرآن الكريم والأحاديث النّبويّة بأقصى العقوبات على من اعتدى على النّفس، لدرجة أنّ العلماء في الإسلام ذهبوا أن القاتل لا تقبل توبته.
وللحفاظ على نعمة الحياة شرّع الإسلام القصاص في القتل العمد وشرّع الدّيّة والكفّارة في القتل الخطأ. وجعل الحفاظ على الدّين والعقائد التّوحيديّة ونهى عن الرّدّة والابتداع في الدّين.
وكلّها تدابير وقائية تظهر مدى قدسيّة وعظمة الحياة. نجد أن موضوع التَّطرف باعتباره ظاهرة موجودة منذ القديم، وهي تمسّ الجانب الدّيني بالدّرجة الأولى بسبب التّشبّع بأفكار معادية للنهج الإسلامي؛ لأنّ الهدف من التّطرّف هو الابتعاد عن الحقّ ونشر الضّلال والفساد والانحلال الخلقيّ بين الفئات البشريّة، وبالتّالي استفحال الظّواهر المدمّرة والمسمومة للفكر الإنساني.
إن عرفنا أسباب التّطرّف ودوافعه فسيسهل علينا معرفة العلاج والقضاء عليه من جذوره. لأنّ أسباب هذه الظّاهرة مركّبة ومعقّدة.
فالتّطرّف له أهداف إيديولوجيّة وسياسيّة، فهو ظاهرة عالميّة شاملة تهدّد النّظام السّياسي والاقتصادي والاجتماعي، يتجاوز الحدود والثّقافات والأديان هدفه الأوّل نشر ثقافة التّفرقة بين الطّبقات لتبنّيها سياسة الاختلاف العرقي والدّيني، لأن التوحيد والتكامل بين المجتمعات يُفشل من قوة هذا المشروع السّلبي، الّذي أساسه نشر الفوضى وعدم الاستقرار والثّبات.
تهميش الجماعات الإسلامية ودورها في نشر الوعي والثقافة الدينية.
الجهل بقواعد الإسلام وآدابه السمحة
الاحباط النفسي والضعف ومحاربة الجنوح الفكري والأخلاقي لدى الفرد.
المشاكل الاقتصادية والتفاوت بين الطبقات يولد الحقد والكراهية مما يجعل الفرد يبحث عن الحلول للخروج من الحاجة والفقر
البطالة داء خطير لأن غلاء المعيشة تؤثر في الفرد وتولد روح التذمر وتخلق حالة من السخط وحب الانتقام من المجتمع.
وهذه الدوافع التي يتبناها أصحاب هذا الفكر تصب في خانة الإرهاب الذي يرهب الفرد قبل المجتمع، وهو المرض المسرطن الذي يختار بالأساس العقول البشرية غير الثابتة خاصة الفئات الشابة غير السوية، والتي لا تقف على أسس صحيحة وقوية تظهر لها المعاني الخفية لهذه الآفة؛ لأنها قد تشربت الأفكار والرؤى المغلوطة، وهذه المنظمات تدمر الشر وتظهر الخير سياسة دس السم في العسل.
أما في الواقع فكل ما يحاولون نشره وحقنه في تلك النفوس الهشة يعود على المجتمعات بالهلاك والدمار وهي منبع الحركات الإرهابية التي تظهر بشكل دوري في مختلف المجتمعات.
ونجد أن للدول اليد في استفحال هذه الظاهرة كسوء التعامل السياسي بين الشرطة والشعب، واستعمال العصى الزجرية، وغياب العدالة الاجتماعية والقمع المرير للحريات واستفحال الجهل والتخلف والفقر هو المحرك الأول والمحفز الرئيسي إلى تبني تلك الأفكار المعادية للأمن والأمان، لأن المجتمعات في غياب الحق والعدالة تقع في آفة الانحطاط والدمار، محاولة الانتقام من الأنظمة السياسية التي تتّبع سطلة القهر واستعباد الفئات البشرية الضعيفة.
فالعنف يساعد على التخريب بجميع مظاهره وأنواعه، والحل لا يكون فوري وسريع بل يجب اتخاذ كل التدابير وتكثيف الجهود والبدء من الجذور. بطرق متنوعة كمكافحة الجرائم والاتجار بالبشر ومحاربة المخدرات ونبذ التمييز والكراهية، ومحاربة تمويل كل المنظمات غير الواضحة المعالم والأهداف.
بالإضافة إلى دراسة البنيات العقلية ومحاولة رصد نقط الخلل والضعف، وتقويتها بالأفكار الإيجابية المبنية على الحق.
التركيز على قطاعي الأمن والعدالة؛ لأن نشر العدل بين الأفراد يجعلهم يعيشون في سلامة نفسية واطمئنان على حقوقهم. ويعمل على نشر الاحترام المتبادل وبالتالي كل يعيش في سلام تام.
توفير الأمن داخل المجتمع يساعد على سلامة المواطن وحمايته من كل ما من شأنه أن يزعزع استقراره الخارجي.
تحريم كافة أنواع الجريمة وهذا الشق وضع له الإسلام ضوابطه وشروطه وجعل له ما يسمى بالحدود والقصاص، لكل من تسول له نفسه بالتعدي على حقوق الآخرين سواء بالضرب أو القتل أو تدمير العقول البشرية.
غياب الوازع الأخلاقي والديني الذي يؤطر كل إنسان على هذه البسيطة.
ضبط الخطاب الديني داخل المؤسسات الدينية والمنابر الإعلامية (المساجد-الجامعات-المدارس-مراكز التعليم والتكوين…) وجعله خطاب تحفيزي على حب الخير وترسيخ ثقافة الانفتاح والاعتراف بالحوار الإيجابي الحضاري.
وجوبية احترام الاختلاف الممنهج وتضييق الخناق على الجماعات والمنظمات حتى لا تستغل الاختلاف والتنوع الديني العرقي لنشر العنف والكراهية بين مختلف الطبقات.
القضاء على الطوائف والمذاهب المعادية للإسلام.







































Discussion about this post