سلسلة تسرد
التراث الشعبي في رمضان
بقلم/د. دعاء محمود
مازلت الطقوس المصرية الرمضانية تبهر الجميع، فمدفع رمضان صدفة جعلت منه تقليدًا في بلدان الوطن العربي.
ينتظر مختلف الناس في العالم العربي والإسلامي شهر رمضان ، من أجل فضائله، وأيضاً بسبب تقاليده وعاداته التي تعيد الفرحة، والبهجة في نفوس النَّاس.
يستخدم مدفع رمضان كأسلوب إعلان عن موعد الإفطار ، وإخبار العامة عن هذا الموعد، وهو تقليد متبع فى العديد من الدُّول الإسلامية بحيث يقوم جيش البلد بإطلاق قذيفة مدفعية صوتية لحظة مغيب الشَّمس معلنًا انتهاء صيام اليوم .
منذ فجر الإسلام، وعندما كان يؤذن الصحابى الجليل بلال بن رباح، فى المسلمين أوقات المغرب (الإفطار)، والفجر (الإمساك)، تطورت أشكال التنبيه للصائمين فى موعد الفطار والسحور، حتى وصلنا إلى مدفع رمضان.
وبحسب كتاب ” شهر رمضان فى الجاهلية والإسلام” للدكتور أحمد المنزلاوى، فإن مدفع رمضان انطلق فى بدايته بمصر، وبعدها انتقل إلى مدن الشام الكبرى ، مثل، ، دمشق، والقدس ، وبغداد، لكن البداية الفعلية فى مصر تختلف عليها عدة روايات، وفي النهاية يظل صوت أملًا ينتظره الصائمون وفرقعة تسعد الصغار والكبار .
صوت المدفع مرتبط دايمًا بطفولتنا ولعبنا في الشارع، لكنه صوت تاريخي انطلق ذات يوم من فوق جبل المقطم في القاهرة.
أصل المدفع له روايات، يذكرها الدكتور حسام شاكر الأستاذ بجامعة الأزهر في كتابه “أصل الكلام”، والذي يبحث فيه عن أصل كل العادات في حياتنا، والذي قال فيه إن المدفع له أكتر من رواية تاريخية..
الرواية الأولى:
تذكر أن الصدفة هي بطلة القصة، وكان أساسها أن (خوشقدم) أحد المماليك الذي تولى حكم مصر في 1461 م، والملقب بالظاهر أبى سعيد كان يجرب مدفع جديد كان هدية من أحد الولاة، ولما ضرب المدفع لأول مرة كان يصادف غروب شمس أول يوم رمضان وعلى هذا تجمع الناس عند قصره للإفطار، وكذلك شكره على تنبيههم بالإفطار، ومن وقتها الوالي قرر إنه يضرب المدفع كل يوم إيذانًا بموعد الإفطار.
أما الرواية التانية:
تقول إن محمد علي باشا والي مصر لما كان جيشه يجرب المدافع الآتية من ألمانيا، وقد انطلقت قذيفة وصادفت وقت أذان المغرب في رمضان، فاعتبرت الناس وقتها أنه مظهر من مظاهر الاحتفال برمضان وتم استخدامه بعد ذلك للتنبيه بوقت الإفطار، والسحور.
ومن الجدير بالذكر أن الخديوي إسماعيل قرر أن يضعه في مكان عال كي يصل صوته لأكبر مساحة من القاهرة، فوقع الاختيار على قلعة صلاح الدين الأيوبي، وكان يخرج على عجلات إلى ساحة القلعة أول يوم رمضان، ويعود إلى مكانه داخل القلعة أول يوم من أيام العيد.
بعدها بأعوام تم نقل المدفع إلي المقطم، للحفاظ على المنطقة الأثرية بالقلعة.
ومنذ ذلك الوقت وأصبح مدفع رمضان تقليد رسمي في بلاد الوطن العربي.
أدام الله لنا بهجة الأعياد
الكاتبة الصحفية/ د. دعاء محمود
مصر
دعاءقلب
Discussion about this post