بقلم الكاتبة الصحفية … بشرى دلهوم
زلابية بوفاريك: الحلوى الأسطورية لرمضان الجزائري …
مقدمة …
تُعد زلابية بوفاريك واحدة من أشهر الحلويّات التّقليديّة في الجزائر، وخاصّة خلال شهر رمضان المبارك، حيث لا تكتمل مائدة الإفطار الجزائريّة دونها. ورغم انتشار الزّلابية في مختلف أنحاء البلاد، إلّا أن زلابية بوفاريك تظلّ الأكثر شهرة بفضل نكهتها الفريدة وسرّ وصفتها المتوارثة منذ أكثر من 135 عامًا.
أصل زلابية بوفاريك وتاريخها:
يرجع أصل زلابية بوفاريك إلى عام 1889، عندما بدأت ثلاث عائلات جزائريّة مقيمة في بوفاريك (أكسيل، شبوب، ولوكيل) في تحضير هذه الحلوى وفق وصفة خاصة، لتتحوّل لاحقًا إلى إرث عائليّ متوارث، يحرص أصحابها على عدم كشف سرّها. وقد لعب موقع بوفاريك، التي تقع في سهل متيجة الخصيب، دورًا كبيرًا في انتشار هذه الحلوى، حيث كانت تُباع في الأسواق الشّعبيّة وتصل إلى مختلف الولايات الجزائريّة.
طريقة تحضير زلابية بوفاريك:
تتميّز زلابية بوفاريك بمكوّناتها البسيطة، لكنها تحتاج إلى خبرة خاصة في التّحضير. يتم إعدادها باستخدام:
طحين القمح الصّلب فقط (على عكس الأنواع الأخرى الّتي تخلط مع طحين القمح اللين)
الماء والخميرة لتخمير العجينة لفترة طويلة
طريقة تشكيل دقيقة على شكل أقلام ملتصقة أو دوائر متداخلة
القلي في الزّيت الساخن حتى تصبح ذهبيّة اللون
الغمر في العسل الطّبيعي أو السّكر المذاب لإضفاء المذاق الحلو المميّز
يختلف مذاقها بين صانع وآخر بفضل الإضافات السّرّيّة الّتي لا يكشف عنها إلا المحترفون في تحضيرها.
سرّ شهرة زلابية بوفاريك:
1. الوصفة التّقليدية المتوارثة: رغم انتشار الزّلابية في الجزائر، فإنّ وصفة بوفاريك تتميّز بنكهة فريدة تجعلها متفوّقة على غيرها.
2. القوام والمذاق: تجمع بين القرمشة من الخارج والطّراوة من الدّاخل، ممّا يجعلها مفضّلة لدى الجزائريين.
3. الارتباط برمضان: أصبحت جزءًا أساسيًّا من العادات الغذائيّة الرّمضانيّة، حيث يحرص الجزائريّون على شرائها يوميًّا بعد الإفطار.
4. الإقبال الكبير عليها: تمتدّ طوابير طويلة أمام محلات بوفاريك الشّهيرة، حتّى أنّ البعض يسافر خصّيصًا من ولايات بعيدة للحصول عليها.
5.
الزّلابية في الثّقافة الشّعبيّة الجزائريّة
يقال إن أصل تسمية “الزلابية” يعود إلى خطأ ارتكبه صانع حلويات قديم حين أعدّ عجينة غير متماسكة فسقطت في الزّيت، وعندما شاهدها صاحب المحل، صاح بغضب: “زلّ بي!” أي “أوقعتني في ورطة”، لكنّها سرعان ما تحوّلت إلى حلوى لذيذة نالت إعجاب الجميع.
واليوم، تعتبر الزّلابية رمزًا للفرح والاحتفال، وتُباع في مختلف المدن الجزائريّة، لكنّها تحتفظ برونقها الخاص في بوفاريك.
الخاتمة …
تظلّ زلابية بوفاريك الحلوى الرّمضانيّة الأشهر في الجزائر، يجتمع حولها الكبار والصّغار في سهرات رمضان، ويظلّ سرّ مذاقها الفريد لغزًا يحاول الكثيرون كشفه. وبين التّقاليد العريقة والطّوابير الطّويلة، تبقى هذه الحلوى قطعة من التّراث الجزائري الّذي يأبى الاندثار.
بقلم الكاتبة الصحفية … بشرى دلهوم الجزائر، البليدة
Discussion about this post