بقلم الكاتبة الصحفية … بشرى دلهوم
اللباس النائلي”النايلي”.. سرّ أنوثة المرأة النّايليّة
يعتبر اللباس النّايلي أحد أروع الأزياء التّقليديّة الجزائريّة، حيث يجسّد الأنوثة، الأصالة، والفخامة في آنٍ واحد. فهو ليس مجرّد لباسٍ عادي، بل هو هويّةٌ ثقافيّةٌ وحكاية ترويها الأقمشة المطرّزة والزّخارف البديعة، الّتي تعكس فخر المرأة النايلية بتاريخها وتراثها. يتميّز هذا الزّي بقدرته على إبراز جمال المرأة بأسلوبٍ راقٍ ومميّز، ممّا يجعله أحد أسرار أنوثتها الفاتنة.
أناقة متوارثة عبر الأجيال
تحرص النّساء النّايليّات على ارتداء هذا اللباس التّقليدي في مختلف المناسبات، خاصة في الأعراس والمواسم الاحتفالية، حيث يكون رمزًا للتميز والأناقة. ويتألّف من مجموعة من القطع الّتي تتكامل فيما بينها لتمنح المرأة مظهرًا ساحرًا يعكس أنوثتها بأسلوبٍ أنيق ومُحترم.
تفاصيل الزّي النايلي وسر جاذبيته
1. الجبّة النّايليّة.. الأنوثة في أبهى صورها
تعتبر الجبة النّايليّة القطعة الأساسيّة لهذا الزّي، حيث تُصنع من أقمشة فاخرة مثل الحرير أو المخمل، وتطرّز بالخيوط الذّهبيّة أو الفضّيّة، ممّا يضفي عليها لمسة من الفخامة. تتميّز الجبّة بقصّتها الّتي تُبرز جمال القوام الأنثوي برقّة دون مبالغة، ممّا يجعلها عنوانًا للأناقة والاحتشام في آنٍ واحد.
2. الملحفة النّايليّة.. لمسة رومانسيّة راقية
تُرتدى الملحفة فوق الجبّة، وتكون أقصر قليلًا منها، ممّا يمنح اللباس طبقات متناسقة تعكس جمال المرأة بطريقة فريدة. اللون الأبيض للملحفة يرمز إلى النّقاء والعفّة، بينما يتمّ تزيينها بخيوط ملوّنة أو ذهبيّة تزيد من فخامتها.
3. الطّاسة والخمري والزّمالة.. سرّ الجاذبيّة الغامضة
الزّيّ النّايلي يولي اهتمامًا كبيرًا لإكسسوارات الرّأس، حيث ترتدي المرأة النّايلية:
الطّاسة، وهي قبعّة صغيرة مُطرّزة تضيف لمسة ملكيّة للمظهر.
الخمري، وهو وشاح أسود من الصّوف النّاعم ينسدل على الكتفين، ويمنح المرأة مظهرًا مهيبًا وجذّابًا.
الزّمالة، وهي قطعة قماش شفّافة من الشّيفون أو الدّانتيل، تُرتدى فوق الخمري لإضفاء لمسة من الرّقة والأنوثة.
4. البثرور.. سرّ القوام الممشوق
البثرور هو الحزام التّقليدي الّذي تشدّ به المرأة النايلية خصرها، ويتميّز بألوانه الزّاهية الّتي تعكس ذوقها الرّفيع وقدرتها على تنسيق الألوان بتناغم مذهل. يُبرز البثرور القوام بطريقة راقية، ممّا يمنح المرأة ثقةً وسحرًا خاصًا.
5. السّخاب والفضّة.. مجوهرات تحمل عبق التّاريخ
لا تكتمل إطلالة المرأة النايلية دون مجوهرات تُبرز فخامتها وأنوثتها، وأهمّها:
السّخاب، وهو عقد مصنوع من حبّات العنبر ذات الرّائحة الزّكية، الّتي تزيد من جاذبيّة المرأة.
البروش الفضّي “المدوّر”، ويستخدم لتثبيت الملحفة ويُضفي عليها لمسة ملكية.
الأساور الفضّيّة والخلاخل، الّتي تمنح مظهرًا راقيًا يعكس التّقاليد العريقة.
اللباس النّايلي.. أكثر من مجرّد زي
يعتبر اللباس النايلي تراثًا خالدًا يعكس عراقة قبائل أولاد نايل، ويمثّل مزيجًا بين الاحتشام والأناقة والأنوثة. فالمرأة النّايليّة عندما ترتديه لا تكتفي بالظّهور بمظهر جذّاب، بل تشعر أيضًا بالفخر بجذورها وتاريخها.
إنّ سرّ أنوثة المرأة النّايليّة لا يكمن فقط في تفاصيل هذا الزّي، بل في الثّقة بالنّفس الّتي يمنحها لها، والطّريقة الّتي يجسّد بها هويّتها واعتزازها بأصولها. لذلك، يبقى اللباس النّايلي شاهدًا على جمال المرأة الجزائريّة الأصيل، وسحرها الّذي لا يخبو مع مرور الزّمن.
بقلم الكاتبة الصحفية … بشرى دلهوم الجزائر، البليدة
Discussion about this post