لا يستغني الجزائريون عن لحم لحلو في رمضانلا يستغني الجزائريون عن لحم لحلو في رمضان
“لحم لحلو”، “طاجين لحلو”، قد تختلف التسميات باختلاف المناطق، لكن القاسم المشترك يبقى أن مائدة رمضان لا تخلو من هذا الطبق المحبوب، والذي يُعتبر عسل الموائد الرمضانية في الجزائر.
يرتبط “لحم لحلو” ارتباطًا وثيقًا بشهر رمضان في الجزائر، كما أنه يحضر في بعض المناطق شرق الجزائر ووسطها في الأعراس والولائم
تقول دُعابة جزائرية أن طبق “لحم لحلو” هو الطبق الذي يدخل ويخرج من الثلاجة مع كل موعد إفطار، ويعود ذلك إلى أن العائلات الجزائري تعكف على إعداد كمية كبيرة منه قد تكفي لأسبوع أو أكثر، كما أن الجزائريين مع حرصهم على وجوده على مائدتهم إلا أنهم لا يتناولون إلا القليل منه، فهو طبق محلّى ويحوي الكثير من السكر، ولا يُنصح بالإكثار منه.
يرتبط هذا الطبق ارتباطًا وثيقًا بشهر رمضان في الجزائر، كما أنه يحضر في بعض المناطق شرق الجزائر ووسطها في الأعراس والولائم، حيث يسمّى أيضا “شباح السفرة”، أي زينة المائدة، وهو طبق ذو قيمة عالية، إذ كان لا يُطهى إلا في منازل العائلات الأرستقراطية سابقًا.
ربما قد تفسّر تسمية “لحم لحلو” كل شيء عن هذا الطبق الجزائري الشهير، كما أن الاسم يجمل في ثناياه غرابةً فمن النادر أن يُطبخ اللحم حلوًا، وهو ما انحازت نحوه العائلات الجزائرية مؤخرًا، حيث بات الطبق يقدّم من دون لحم.
يتكون طبق “لحم لحلو” من قطع من لحم البقر أو الخروف في العادة، مع كمية من السكر، ومختلف الفواكه المجفّفة كالبرقوق والمشمش والزبيب،كما حلّت في السنوات الأخيرة مكونات وافدة حديثًا للطبق كالأناناس والكيوي والموز المجفّف.
في مرحلة أولى، تُطهى جميع المكونات في مرق حلو، مع السكر وبعض عيدان القرفة لتعزيز النكهة، كما يتم إضافة قطع من “شباح السفرة” وهي مثلثّات مصنوعة من عجينة اللوز المطحون وهي إحدى أغلى مكونات “لحم لحلو”.
تناقض “لذيذ”
يحمل اسم “اللحم الحلو” تناقضاً مثيراً للاهتمام. كيف يجتمع اللحم مع الحلو؟ أي توليفة تدمج المكونين؟ هل سيكون الطعم مألوفاً، مستغرباً، مستساغاً، أم مبهراً، في نظر وفم من لم يتذوّق الطبق سابقاً؟ هذه الأسئلة مشروعة، وتعكسها ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي على وصفة الطاجين وصوره، والمذيلة بعلامات التعجب والاستفهام.
بالنسبة للجزائريين الأمر مختلف تماماً. فطهو اللحمة مع ثمار المشمش والخوخ (البرقوق) وإضافة السكر إلى الخليط، يفضي إلى طبق شهي، يجدون فيه شكلاً مميزاً وطعماً لذيذاً وقيمة غذائية تمدّ الصائم بقدر كبير من الطاقة التي تعينه على متابعة أداء الفريضة بقوة ودون تعب.
عناصر ثابتة
كيفية تحضير الطاجين الحلو أو اللحم الحلو أمر على قدر من البساطة. فالمقادير، لمن لا يعرفها، موجودة على الإنترنت، وكذلك مراحل الطهو. ولا غرابة في الأمر، إن كان الطبق تراثياً في الجزائر أولاً، ويُرافق الجزائريين في مناسابتهم الاجتماعية والدينية كالأعراس وفي شهر الصيام ثانياً. وهم يعدّون لتحضيره العدّة، ويرصدون لمكوناته ميزانية خاصة، وغالباً ما يشترونها قبل حلول رمضان خوفاً من ارتفاع الأسعار.
وفيما تُبيّن المعلومات المنتشرة اختلافاً نسبياً في طريقة التحضير بين مطبخ وآخر، وبين قناة مختصة بالطبخ ونظيراتها، إلا أن ما يجمع بينها جميعاً هو طهو اللحم مع البصل وإضافة البهارات الخاصة إليهما (عيدان قرفة، زعفران وملح) ثم غليهما بالماء حتى النضوج،
فيما يطبخ البرقوق والمشمش على البخار (أو يسلقان) كل على حدا للحفاظ على الشكل واللون. ثم يتم إضافتهما مع الزبيب الذي تم نقعه بماء الزهر ليستعيد طراوته، إلى اللحم. وبعد ذلك، يُترك الطاجين ليتعسّل إثر إضافة السكر وماء الزهر إليه.
هذا في الإعداد، علماً أن بعض الوصفات تتضمن بحسب ما هو متناقل على مواقع التواصل الإجتماعي الأناناس أو التفاح أو السفرجل أيضاً،
أما في التقديم فالمشهد النهائي يختلف حسب الأذواق، ويبقى المتعارف عليه بصورة عامة تزيين الطبق باللوز المحمّص. ويُقال أيضاً الفستق السوداني. كما درج عدد كبير من الجزائريين على إضافة “شباح السفرة”، وهي مثلثات مقلية مصنوعة من عجينة اللوز، إلى الطاجين.
ويبقى هذا الطّبق يزيًن موائد رمضان طيلة الشّهر الفضيل
بقلم حجاج أول عويشة الجزائر 🇩🇿







































Discussion about this post