فائزة بن مسعود إبداع يلامس شغاف القلوب .
بقلم : سلمى صوفاناتي
تتوه الحروف والكلمات بروعة الحضور والمعنى .. أنفاسها قصيدة مشتعلة . تتوهج في حضرة الجمال .. سليلة الفكر والضوء .. تمتلك ذائقة مائزة .. تغوص في بحور المفردات . . وتدرك فحوى المعنى في ظل ألوانه المستترة وراء الشمس .. تلامس روح القارىء وشغاف قلبه بأعمالها الأدبية التي تتناغم عشقا مع إيقاع الحروف .. لأنها تعلم بأن غياب الإيقاع .. يفقد قيمته بالإقناع .. أما عن تفاصيل حوارنا معها عبر صحيفة الرواد نيوز الدولية صرحت قائلة :
_ كيف تقدمين نفسك ؟
_ فائزة بن مسعود .. أديبة تونسية أقيم بين تونس وكندا – بداياتي كانت كشاعرة ثم رأيت نفسي أتنقل بين كتابة القصائد والقصص القصيرة .صدر لي العديد من الأعمال الورقية ..
شعرا : كلام بلا ذاكرة .. جرح في خاصرة أنثى .. من وراء الستار ..إلى عائشة .. غربي والبحر والمساء ..تراتيل على رفات القصيدة .. عزف إمرأة غاوية ..
( سردا : )
مجموعات قصصية – عبر محطات العمر .. وشم على ذاكرة النسيان .. حواء في مهب الفصول .. ورواية سر الغرفة الرابعة (عن دار نشر الأدب الوجيز ) إضافة إلى عدة مشاركات في إصدارات جماعية ، أقوم بقراءات في جماليات الأثر الأدبي ، ولي مشروع إصداربن جاهزين للطباعة .
الأول : قراءات في رباعيات د. حمد حاجي .
الثاني : قراءات خاصة في كتابات شعراء وساردين في تونس . تناولت فيها الظواهر الإجتماعية بأسلوب ساخر بكل جدية في سلسلة ( تونسيات ) لو جمعتها قد تكون كتيبا ..أكتب أيضا الحكمة .. أكتب في ( حديث النفس ) حيث أكشف خفايا بعض النفوس البشرية انطلاقا من تواصلي مع الآخر وملاحظة سلوكيات الفرد أو المجموعات .. ومدققة لغوية ..
_ ماهي أهم المنعطفات في حياتك العملية ؟
_في البداية بدأت لي تلك المنعطفات حدثا عاديا وغالبا كان سيئا ومع مرور الزمن تغيرت الظروف لأن زجاجة العطر لايفوح عبيرها إلا بعد سحقها والضغط عليها .. والإبداع يولد من رحم المعاناة .. ولعل أهم تلك المنعطفات كان بانسلاخي عن أسرتي وابتعادي عنهم في سن مبكرة لمواصلة تعليمي الثانوي آنذاك والإقامة في مبيت داخلي .الذي اعتبرته سجنا بدون ضوابط .. قبلت بواقعي هذا وحاولت التأقلم وتعبئة رصيدي المعرفي والفكري لإيماني بأن النجاح يحتاج إلى جد ومثابرة وكثرة اطلاع .. عملا بمبدأ ( عندما تبدأ رحلتك في تحقيق ذاتك ستمر بالعديد من المنعطفات الهامة للوصول إلى هدفك )
بل إنها تقودنا نحو التغيير نحو الأفضل .
_ ماذا تحدثينا عن تجربت الشعرية ؟ وأين تجدين نفسك كشاعرة أم قاصة ؟
_ لازلت أعتبر نفسي في طور التجربة أجمع أجزاء الفكرة وأركبها بإحكام قبل الإنطلاقة إلى كتابتها وتوثيقها على الورق .. أحول الأفكار والخواطر إلى عمل ابداعي اضعه ضمن قوالب شعرية تمتزج بالعاطفة تارة .. وبالخيال تارة أخرى .. فالشاعر في نظري نساج ونحات ونقاش ورسام يعرف كيف يصيغ الكلمة ويضعها في مكانها المناسب .
لأن التجربة الشعورية هي أكثر شيوعا بين الناس .. أما التجربة الشعرية تلك التي يتحول فيها كل هذا إلى صورا لفظية يختص بها أهل الذكر والعلم .. (الشعراء ) .وقد أجمع الكثير من النقاد بأن ما أقدمه يلامس المشاعر والأحاسيس بطريقة إيجابية لاتفتقر إلى التحديث وروعة الإبتكار .
أما عن تجربتي في القصة القصيرة فأنا كشاعرة أؤمن بالإنفتاح المطلق إلى جميع الأجناس الأدبية .. القصة الأدبية هي من دعتني إليها .. حيث تحولت الصور والأشخاص إلى شخصيات وسيناريوهات تحاكي الواقع بأسلوب أدبي منمق .. وبما جادت عليه مخيلتي من تزاحم الأفكار والصور .
ترجمت كل هذا كتابيا فكان مولد القصةولاشيء يأتي عن طريق المصادفة .. صدر لي ثلاث مجموعات قصصية والرابعة في طور الطباعة عما قريب بمشيئة الله .. أشعر بالراحة والطمأنينة حين أنظم قصيدة شعر .. أو أقوم بكتابة قصة سردية وبعض قصائدي سردت فيها الشعر ك ( قصيدة أنكيدو والقبلة الأولى ، رصيف وحكاية ، الوجه الآخر للمدينة وغيرها )
لايهمني تعدد العناوين في كتاباتي ، الأهم أنني أنفق الكثير من النقود في طباعتها وتوثيقها لأن الربح المادي لايعنيني أمام هدفي بأن أترك أثر الفراشة في أي نوع من الأجناس الأدبية .. ليكون هناك من يثمنه ويدرسه فيما بعد .. لا أفرق بين أعمالي لأنها بنات أفكاري ولكونها تمتلك خصوصية تتجسد بكل عمل أوثقه ..
موهبتي بالكتابة كانت فطرية ولا أنكر فضل والدي ومدرستي بالقيام بتشجيعي على التقدم والنجاح . أما الفضل الكبير لما أنا فيه فهو يعود لصديق الطفولة الذي احتضن كتاباتي وأكسبني مزيدة من الثقة بالنفس خاصة لكونه أديب وناقد .
ومازال إلى الآن عراب كتاباتي وهو أول من أشاركه إياها لإبداء رأيه لأعمل على تطويرها إذا اقتضى الحال .
لو لم تكوني أديبة ماهي المهنة التي كنتي ستعملين بها ..
_ هذا سؤال دقيق سأجيبك عليه . لو لم أكن أديبة لكنت أديبة .
لكن هذا لايعني أن لدي عمل خاص أقتات منه .
بالنسبة لسؤالك لي عن أهم التكريمات التي حظيت بها فقد حصلت على الكثير من التكريمات المحلية والدولية عبر النوادي العربية وبعض الصحف الأوربية ..
لم أشىء المشاركة بالمسابقات العربية لأنها تعتمد على المحسوبية ومايتداةل حول الطعن في نزاهة لجان الفرز والتحكيم وهذا لاينفي وجود جهات منظمة لمثل هذه الجوائز وتمتلك مصداقية عالية ولكنهم أقلية مع كل أسف .
ربما أعيد التفكير في موقفي وادخل حلبة سباق الجوائز ..
_هل ثمة أعمال أدبية تلوح في الافق .. وماذا عن القادم ؟
لدي أعمال جاهزة للنشر إن تيسرت الظروف منها ديوان شعر ومجموعه قصصية وقراءات عاشقة لبعض كتابات الأدباء والشعراء وأسأل الله التوفيق والسداد .
_ كلمة أخيرة لصحيفة الرواد نيوز الدولية .. ؟
_ لايمكنني تجاهل الدور الفاعل في هذه الصحيفة التي سلطت الضوء على الكثير من المواهب والأدباء ..أوجه عميق شكري وامتناني للإعلامي المرموق أشرف كمال وشكر خاص للصحفية سلمى صوفاناتي التي اجرت معي هذا الحوار .
Discussion about this post