ستمضي إلى حتفكَ وحيدًا.
لن تتململَ من طولِ الطَّريقِ إلى المقبرةِ
ستخلعُ جسدكَ المُنهكَ
وتعلّقهُ على أطرافِ حزنكَ العتيقِ
سيسألكَ التُّرابُ عن خوفٍ تركته غافيًا على وسادةِ الحياة الخشنةِ..
عن أرقٍ حاربتهُ بالمهدِّئاتِ..
وأملٍ دفنتَه في سوادِ لياليكَ
لن يرحمكَ وأنتَ تسردُ له إخفاقاتِكَ في أن تكون إنسانًا،
سيؤنِّبكَ على صمتكَ الثّقيلِ،
ويحصي أخطاءكَ..
كبواتِكَ وإنجازاتِكَ الفاشلة
سيربِّتُ على كتفِ انهياراتِكَ المتكرِّرةِ
ويحشركَ في زاوية حادّةٍ ليبرئَها من تهوُّركَ
ستحملُ على ظهرِ معاناتكَ ذنوبًا لم ترتكبها..
وهمومًا ولدت معكَ
رافقتكَ كأنفاسكَ
ستنسى عشيقاتٍ كنَّ لكَ ملاذًا من ضياعكَ وحيرتكَ
حين حاولتَ أن تدَّعيَ الشَّجاعةَ،
لتقنعَ رجولتكَ الهشَّةَ في ارتدائها مكتملةَ المعنى..
الظاهرُ منه والمخفيّ
ستموتُ كلُّ الادِّعاءاتِ الكاذبةِ بأنّكَ كنتَ بخيرٍ
ولن تكون بمهارةِ الممثِّلينَ العظماء لتوحيَ للسُّذّجِ
من جماهيرِ المراقبينَ لمسيرتكَ المضنيةِ عكسَ ذلك
الآن أصبح الدَّربُ ممهَّدًا أمام خذلانكَ؛
فلترقد أحلامكَ الميتةُ بسلامٍ
وطوبى للتُّرابِ الّذي احتضنَها.
ريتا الحكيم
Discussion about this post