من هنا مرّ الرّصاصُ
من بين ساقَيْن تسرعان إلى مفرق العمر لأطفالٍ كزغب الدرّاق
من حدقات جنودٍ متّسخين بالخوف وبقع البويا المكبوبة على أكياس الرّمل
من لفافة سطح علبة السّردين المفتوحةِ على زنخ نوبات المساء
من بين آخر حرفَيْن من رسالةٍ منقّطة بالنّبض على شاشة جوّال أخرس
من بين جُنحَيْ فراشةٍ عالقة بأسنان الجعبة
من بقايا عشٍّ في أطول شجرات الحديقة
من طحال جوريّة لم تتوِّج موعداً قبل الفحص
من بين خشبات الأبجور المتروكِ جانباً
من فردة حذاءٍ لم تنقلب على فرار صاحبها الكهل
من حيث تبدأ بالمَيل غرّةُ العشب الّذي خلّد رائحتَه في كمشات البابونج
من اليوم الزّائد في شباط الكابسِ على صدر آذار
من شقوق شفتيْن معضوضتين بالنّدم
من عروة الثّدي في قميص المرضعة
من ثقب الحَلَق في أذن طفلةٍ جاءت بعد وحْم على التّفاح
من الثّقب الوحيد برئة النّاي
من بين إصبَعَيْ إشارة النّصر
من العين العوراء في نظّارة المؤرخ
من بين الورقتين الأُوليين في الملزمة الأخيرة لرواية لم تنته لكاتب مغمور
من صمّام الأمان بدولاب النّجاة لمهاجر في البحر
من مشتل الوردة في ضفيرة البنت النّاجحة في امتحان الرّبيع
من بين ضلْعَي الورْب الخامس للعاشق
من الخريطة المطويّة كبُوق
ومرّ من تحت إبط الغيم
سلام حلوم
Discussion about this post