سور الغزلان: إرث حضاري وتاريخي في قلب البويرة
مقدمة
بقلم/ بشرى دلهوم
تُعد بلدية سور الغزلان واحدة من أقدم المدن التاريخية في الجزائر، حيث تجمع بين الإرث العسكري والفني والثقافي. تقع في ولاية البويرة، وتشتهر بمعالمها الأثرية التي تعكس حقبًا زمنية متعاقبة، بدءًا من العصور القديمة مرورًا بالفترة الاستعمارية وصولًا إلى يومنا هذا.
السور التاريخي: حصنٌ منيع عبر الزمن
يُعتبر سور مدينة سور الغزلان من أبرز معالمها الأثرية، وهو تحفة معمارية شُيدت بين عامي 1846 و1862 خلال الحقبة الاستعمارية الفرنسية. تم بناؤه بأحجار مصقولة متنوعة الأحجام، مربعة ومستطيلة، مما يُظهر مهارة البنائين آنذاك في تحصين المدينة ضد الغزوات. يتميز السور بعدد من المزاغل الموزعة على طوله، والتي كانت تُستخدم لمراقبة الأعداء وإطلاق السهام أو الطلقات النارية.
يتخلل هذا السور ثلاثة أبواب رئيسية، لكل واحد منها رمزية خاصة وهي:
1. باب الجزائر: البوابة الرئيسية التي تمثل ارتباط المدينة بتاريخها الوطني.
2. باب سطيف: والذي يربط المدينة بالجهة الشرقية من الجزائر.
3. باب بوسعادة: الذي يُشير إلى الطريق المؤدي إلى واحدة من أشهر واحات الجزائر.
وقد خضع هذا السور لعملية ترميم واسعة انتهت عام 2015، بهدف الحفاظ على أصالته وإحيائه كمعلم أثري وسياحي.
المدينة القديمة والهوية الثقافية
إلى جانب السور، تزخر سور الغزلان بمواقع أثرية وأسواق تقليدية تعكس الطابع التراثي للمنطقة. تتميز المدينة بشوارعها الضيقة وأزقتها الحجرية، التي تحكي قصص الأجيال التي سكنت هذه الأرض. كما تشتهر بالفنون التقليدية والصناعات الحرفية، خاصة النسيج والفخار، التي لا تزال تُمارس حتى اليوم.
سور الغزلان كمقصد سياحي
بفضل معالمها الأثرية وتضاريسها الطبيعية، أصبحت سور الغزلان وجهة سياحية مميزة لمحبي التاريخ والمغامرات. يمكن للزوار الاستمتاع بجولة بين أروقة المدينة القديمة، أو زيارة أسواقها الشعبية، أو استكشاف المناطق الطبيعية المحيطة بها، التي تضم جبالًا وسهولًا خلابة.
خاتمة
تظل سور الغزلان شاهدًا على تعاقب الحضارات في الجزائر، إذ تجمع بين الماضي والحاضر في لوحة فنية رائعة. وبفضل جهود الترميم والحفاظ على التراث، تبقى هذه المدينة معلمًا تاريخيًا مهمًا يستحق الزيارة والاستكشاف.
بقلم الكاتبة الصحفية بشرى دلهوم الجزائر، البليدة







































Discussion about this post