قصائد تنضج على جذوة الحنين
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الأيامُ دوائرٌ في رأسي
يَتهَجَّاها التَّعبُ،
لا وجهةَ لها، ولا تُفضي إلا إليَّ.
تركتني في الوحْدةِ،
انتعلتُ أقدامَ الحُزنِ، وظلَّت
تعبرُني آلافُ الخيباتِ، ومئاتُ الانكساراتِ.
الريحُ التي استعارت أجنحةَ الفِكرةِ
أخذتني بُخارًا إلى السماء،
جعلتني غيمةً بلا أجنحة،
لا تُمطِرُ، ولا تبتسمُ للبرق.
ماذا يفعلُ بُخارٌ مُعلَّقٌ في السَّماءِ
لا يملكُ شيئًا … سوى
بؤسِ العالم؟
نباحُ أفكارٍ تعوي في مدى الصمت،
مشاريعُ قصائدٍ ما زالتْ قيدَ
احتمال الحداثةِ وما بعد الحداثةِ.
أحترقُ كالمدنِ التي وقعتْ
في احتمالِ الميثولوجيا
وتكنولوجيا الحروبِ الحديثة،
واحترقتْ…
مُلقىً على قارعةِ أوَّلِ رعبٍ أدمنني على الأرض،
أبحثُ عني…
في سُخامِ الحربِ،
في غُصَصِ النُّزوح،
في المُدنِ التي تكتبُ احتراقَها في التَّاريخِ انتصارات،
في كهنوتِ واقعِ الحربِ اللَّقيط.
بُخارٌ أنا في أحشاءِ غيمة،
أبحثُ…
عن دُموعِ المُدنِ في أحداقِ الشوارع،
عن شبَقِ الكلماتِ في محابسِ الشُّعور،
عن رُضابِ المعنى في عُروةِ الأحاسيس.
غُبارٌ أنا لوطنٍ خسرَ كلَّ معاركهِ
مع الطبيعة،
ألمُّ أشلاءَ ذكرياتي المُضمَّخةَ بالحزنِ
من شتاتِ ومنافيَ الذاكرة،
أطهو ذكرياتي النَّاجياتِ
من برمودا النسيان،
على جذوةِ الحنينِ… فأحترقُ
لِتنضجَ قصائدُ شعر.
سعيد العكيشي / اليمن
Discussion about this post