هبت رياح باردة وكنا مجتمعين فتماسكنا لنحضى بالدف، لم تكن خطيرة لكن خوفنا على بعضنا من برودة الطقس هو القوي، وتعودنا على هذا الأمر.
في يوم من الأيام، وكنا مع بعضنا هبت ريح قوية ومخيفة كأنها انتفاضة للطبيعة. ولم نكن لنتماسك لولا اتحادنا وعندما هدأت الريح.
وجدنا كل من لم يعتطموا ببعضهم البعض قد اختفوا تحت الرمال
تشتتوا وتبعثروا واصبحوا غثاء شأنهم شأن التراب الذي كانت الرياح تحمله وتلطم به الجدران و الأشجار وكل مافي طريقها. حتى ذرات الرمل التي ترتعش في أجواء غاضبة كهذه لو اتّحَدت وطُمّت مع بعضها البعض لما أصبحت كالموج يأتي تارة ويروح تارتا أخرى، تلهو به الضروف والأحداث والنمائم والدسائس
ليتهم كانوا مروجا خضراء نتحني أمام الرياح وجذورها متغلغلة في الأعماق، وحين يعم الهدوء ترتفع وتكمل نموها في رقعة جغرافية واحدة.
التشتت الروحي والفكري والاجتماعية الذي نعيشه في جل مجالات حياتنا.
وانسلاخنا من هويتنا وتتبع الهوى والتغطمط في حيرت اللا وعي وداعا لكل من شتتوا شملهم وهنيئا لهم بالنحيب.
زايدي حياة الجزائرية
Discussion about this post