كلّ منّا سأل أمه يوماً عن يوم ولادته وكيف تمّت…وهل كانت سهلةً أو مستعصية ونبحث عن تفاصيلها وكأنّنا نبحث عن شيء نجهله…والأم الحنون عادةً مايستلهمها الحكي عن هذه القصص لأنها جانبٌ مهمٌ من حياتها….لقد حملت تسعة أشهر بجنينها …..يغمرها الفرح تارةً ويضنيها التّعب حيناً آخر…”الله يسمحنا من الوالدين”
أنابدوري سألت أمي عن كيفية ولادتي فقالت وللأسف أنها كانت صعبةً قاسيةً…..وطيلة فترة حملي عانت من ثقل وزني ومن أمراض جعلتها طريحة الفراش…وتحت مراقبة الطّبيب…
حان وقت ولادتي…المخاض…شعرت أمي بوجعٍ شديدٍ ومغصٍ يختلف لشدّته عن ألم كل الولادات الّتي مرت بها…لم تنفع معه مسكنات ولا أعشاب…الدّعوات تملأ البيت للنّجاة….استغرق وجع أمي ثلاثة أيامٍ مخاضاً ووجعاً وألماً’الله يسمحنا من الوالدين’
هنا بدأت حكايتي ياأمي وأستسمحك على ماعانيته من أجل خروجي للحياة…ربما كنت أرفض الابتعاد عن جوفك المليء بالحبّ والدفء والحنان…ربّما قرأت شريط حياتي….فهم يقولون أنّ المولود قبل ولادته يقرأ صحيفة حياته المكتوبة على جبينه….ربما قرأت بصحيفتي….حياة رفضتها…لثقل ماتحمله لكن الله سبحانه وتعالى قدر لي البقاء وبقاءك بجانبي ياأمي…..
الحمد لله على كل حال……أحبّك أمي..وهي كلمةٌ قليلةٌ في حقك….
بقلم
نعيمة الخطابي
Discussion about this post