بقلم/ ميشال سعادة
للكِتابَةِ مشيئتُها
وَلهَا الأمرُ
تقرعُ بابي أنتظرُها
أنـا وصديقَاي القلمُ والورقَهْ
تكتِبُنَا الكتابَةُ
لستُ سوى هذا النَّاقلِ وَحيَها
احتفاءً بها كالقَوسِ الّذي وسمَ بُرجِي
تفجِّرُني أبتكِرُها
بينها وبيني أكثرُ من صداقَهْ
كما بين الضَّوءِ وبين ظلالِهِ
هي أنــا وأنــا هي
وهذا الشِّعرُ ثالثُنا
يَخِيطُ ثَوبًا للضَّوءِ
أُصغي لوقعِ خطواتِ شَمسِ الشّمالِ
نهارًا
وليلًا _
للنُّجومِ تَرتسِمُ عقدًا
على ترائبِ الفضاءِ
أقول للوقتِ _
نَمْ على تراتيلِنَا
في بالي حركةٌ ثانيةٌ
تفوقُ ما لديكَ من حركاتِ
ثَمَّةُ قصيدةٌ تولدُ
إيقاعاتُها لقاءٌ بين الأبجديَّةِ والمجازِ
توقَّفْ أيُّها الوقتُ عند عتبةِ بيتِها
الّذي مِفتاحُهُ همسٌ
وبابُها يُفتحُ على تحيَّاتي
هكذا أنـا_
على بابِها أتحوَّلُ حروفًا
كمثلِ خرافٍ عطاشٍ إلى النَّبعِ
أستقبلُ ضيوفَ أفكارٍ ومواهبِ صُوَرٍ
تظهرُ وتغيبُ لمعًا
أُحاولُ التقاطَ غروبِها بعفويَّةِ طفلٍ
يسعى إلى جمعِ الماءِ
في قبضةِ يدهِ
يَفلتُ منه الماءُ
يمتزجُ بالضَّوءِ بالضَّوءِ تارةً
وبالعَتمةِ أحيانًا
إحتفاءً بِزائِرٍ عابرٍ كالبرقِ
يا امرأة _
زمنٌ يرحلُ تاركًا ذكرياتِهِ
زمانِيَ باقٍ على ِخدِّ الشَّمسِ
على شفتَيْ أبجديَّةٍ رأت إلى الطّبيعة
امرأةً تسكنُ المخيَّلةَ
تحفرُ في الحرفِ بيتًا
على وقعِ صلاةِ الفجرِ
وهمسِ النَّسيمْ
كنتِ معي
دائمًا معي
وعلى وقع هذي المعيَّهْ
بين حين ولدتِ
وحين في الوجدان حَيَّهْ
أنتظرُ هبوطَكِ من زهرةِ الشَّمسِ
تجلسين قربي
وانا بين الضَّوءِ والضَّوءِ
حرفُ مِيمٍ مرميٍّ في غَمرِ الياءِ
تكشحينَ غيُومًا تجمَّعَت على البابِ
نُصغي معًا إلى رنينِ الشِّعرِ
نسمعُ أجراسَ الكلماتِ تفتَّقَت براعمُها
في فضاءِ المتاهاتِ
نرى إلى الشِّعرِ في أحضانِكِ
بَطيءَ الخطواتِ
كالماءِ يكتبُ مذكراتِهِ
على وقعِ أمواجِ اللَّانهايَهْ
إلى أين نحنُ ؟
إلى أين ؟
لسنا ندري
أحلامٌ تحملُنا على أجنحتِها
نتسلَّقُ سلالمَ الحُبِّ
على مرأى منَ السَّماءِ
نتسامرُ همسًا
على خاصرةِ الشَّهيقِ والزَّفيرِ
مَحمُولَين على ضوءِ الشِّعرِ
وانفجاراتِ المعاني
يا امرأة _
بودِّي لو تصيرُ جارتي الشَّجَرَهْ
قَلَمًا وَمَحبرَهْ
وهذي الأزاهيرُ حروفًا وكلماتٍ
لأنكِ الحقلُ يبحثُ عن سرِّهِ
في مجاهيلِ التُّرابِ
لأنكِ هذا الأفُقُ
يربِطُ الأرضَ بالفضاءِ
بودِّي أن أصيرَ تلك الشَّجَرَهْ
الّتي سبقتنا إلى الأرضِ
رفعَت مثلكِ أغصانَها
إلى الشَّمسِ
تركَت شفتَيها لقَمَرٍ يلهُو باللُّعابِ
زمنٌ شاهدٌ على هذي المسرحِيَّهْ
زمنٌ ترك للأرضِ أن تبتَلِعَ بنيها
إشباعًا لشهواتِ الموتِ
يا امرأة _
وليمَةُ نقصدُها
نمُوتُ ونَحيَا
كالضَّوءِ يموتُ على عتبةِ اللَّيلِ
كاللّٰيل على فجرٍ جديدْ
وانا العاشقُ _
أختزنُ حُبَّكِ في براعمِ الحروفِ
أهربُ منِّي إليكِ
تاركًا ثيابي على حبلِ الغسيلِ
حاملًا جسَدي يبحثُ عن معناكِ
في تجاعيدِ السَّريرْ
سَريرٌ يُتوِّجُ لقاءاتِنا
يمحًو خرائِطَ السَّماءِ
نرى إلى الأرضِ بنا تدوخُ
ندورُ معها
والشَّمسُ وحدَها ثابتةٌ
وهذي الابجديَّةُ تكتُبني
كالشّمسِ ثابتةً في تحوُّلاتها
لا تجيءُ إلّا من ضوءِ عينَيكِ
من شالٍ رمَيتِهِ حزينًا
من عُرًى فَقدَت أزرارَها
في الطَّريقِ إلينا
أُقسمُ أنِّي الطَّالعُ منكِ
والعائدُ إليكِ
كأنّي لغةٌ تفقدُ معناها
إن لم تجئْ من معناكِ
كأنّي هذا الرَّمادُ يظلُّ وفيًّا للجَمرِ
ما يومًا كان الرَّمادُ كئيبًا
[ على خلافِ ما ظنُّوا ]
الرَّمادُ زهرةُ النَّارِ
وشذاها السَّاكِنُ في الظنِّ
الرَّمادُ نبعُ الوَحيِ
إن صادف أُفلِتَ منِّي
عدت إلى الجمرِ أرجوك المزيدَ منَ الرَّمادِ
يا امرأة _
ترافقينني دائمًا
كما الغيمُ رفيقُ المطَرِ
سألتُكِ مرارًا _
ما سرُّ ما يُوحِّدُ بينها؟
قلتِ _
لا تَسَلْ
جمالُ الحبِّ يبقى جميلًا
متى يغلِّفُهُ المجهولُ
سِرْ في طريقِ الحُبِّ
لا تأبَهْ لعاصفةٍ من هنا
أو من هناكَ
الحُبُّ بحرٌ باعِثُ الأعاصيرِ
لا تخَفْ أموَاجَهُ العاتيَهْ
إنَّ لحبِّنا شاطئًا
رملُهُ فِراشُ السَّريرِ
وهبتُكَ مفاتيحَ الكتابةِ
علَّمتُكَ مغاليقَ أسرارها
علِّمني في الحُبِّ رَقصَةَ الطَّيرِ ..
ميشال سعادة
الثلاثاء 10 / 12/ 2024







































Discussion about this post