أدرّب الوقت
على الحبو المتكرر
أفرش له عقاربا
بلا
تكتكات
ولا نبض
ليغدو بطيئا
كما
سلحفاة في مزرعة الأمنيات
أعلّمه
أبجدية الوصول
المتأخر إلى الهدف
وكيف يبتسم
في وجه عرق
يتصبب خجلا
على قمة هضبة واجلة
يسكنها طائر العقعق
وقلب عصفورة يتيمة
أجرب
خلط المكان بالزمان
فيعلو أسوار المدينة
ضباب
أغنيات
جافلة عن حضيرة المغني
يغني المجانين فيها
“شُفْ أنا فِينْ وأنت فينْ؟
يْبانْ ليك الفرق يا مسكينْ…”
لا فرق
هنا
بين من يملؤون
فراغ الكراسي
ومن يتألّمون من برد قارس
صقيع
ينفخ خدود الحبال
كلّ شيء
هنا
قابل للموت
حتّى الحجر
المحمول على ظهور الجبال
الحجر
السّاكن منذ الأزل
أخاديد وقت أدهم
أحاول
أن أهدأ
من روع التراب
فتغضب
الأرض المائلة عن جهة الله
يا إلهي!
أين حصّتي من بكاء النّخيل؟
أدرّب الرّيح
على صفاء الرّويّة
فيغضب غبار
سائل بين أصابع النّص
أين حصّتي من الرّحيق؟
أجرّب
ضم ّالشّيء
إلى اللاشيء
فيصير الماء
دخانا
يعلو سطح سنبلة
وللمناجل
شهوة الحصاد
وللشهوة
بقايا
رؤوس مطمورة في الحفر
أدرّب
لغّتي على التّوقّف
أمام إشارات التّشذيب
كلّما
مادت وامتلأت
مثانة المجاز
بوابل التّشبيهات المغرضة
أقصّ ثوب الجُمل
المهلهلة
في خطابات ولي الأمر
لكي لا تتعثّر
خطوات الاستعارات الرّشيقة
بكاف قصائد قديمة
القصائد المنثورة
على قبب العاصفة
أعد المتنبي بشهادة
تليق بنبوءات الصّغار
الّذين ماتوا
قبل
أن ينضج جلدُ البلح
داخل تنور السّعف
أيهّا الشّعر!
قل لنا
ماذا تريد منّا
هذه القصائد العرجاء..؟
فكلّما درّبنا الحلم
على مجابهة الكوابيس
اعتقل الليل القمر
وأصبحت النّجوم
أمّهات عازبات
أيّها الظّلام المستدام فينا!
النيزك
تهمة القذف السّريع
المنغمس في تبييض إطار اللوح
فكم من رمادِ
ألوان مغموسة بدم
يكفي شمس الحقيقة
للتدثر من صقيع التّلفيق؟
وكم
من حلم؟
سيملأ مقبرة الوأد المتعمدّ
ليصفّي المغنّي
نيّة اللحن من نشاز الوتر
وتبزغ حقيقة البراءة المتهمة
بهتك عرض الحبرالمهروق
عنوة على عذرية البياض
قلنا
أيّها الورق
الّذي تحمّل عبء النّدم الحارّ
أيّة قفلة!؟
يمكنها
أن تغلق سماء القصيدة
على هجوم غيمة تعيسة…؟
————————————
المصطفى حناني
قبل نهاية العام بقصيدة…
Discussion about this post