بقلم الأستاذ الشاعر والكاتب والناقد : بسعيد محمد
أيها النّهر : يا جميل السّمات
يا محيّا أثار كلّ الجهات
يا رنيما شدا بكلّ جمال
و خرير مستعذب النّغمات
ضفة ضمّتِ المنى و نشيدا
و رؤى الفجر باهر القسمات
و أخرى حويت عذب صفير
و زهورا بنفحها عابقات
كم عزفت السّنا و لحنا شفيفا
لعصور تصرّمت ثملات
كم فصول ناجيتها بحديث
ضمّ درّا و وثبة و عظات
كم نفوس سقيتها كلّ شهد
ويراع حوى الشّذى و هبات
و ترنّمت بالجمال اختيالا
و مزايا مجلوة آسرات
و امتطيت النّجوم نحو علاء
و خلود أثار كل الدّهاة
و نثرت الشّذى و عذب معان
بقلوب ناغت رواء الحياة
أيها النهر : يا جميل المحيا
أنت ناي شدا بشدو الأباة
أنت فتحت كل عين وقلب
لوجود ذي روعة وحداة
أنت غنيت للسنا و وجود
و شعوب روائعا ساطعات
و بعثت الهوى وحلم نفوس
ومزايا ضمت شذى الدوحات
أنت أترعت بالفضائل كونا
و سماء بديعة الروعات
و جرى ماؤك الزلال زلالا
و سرورا غاظ دياجي الطغاة
و تركت القذى و كل خسيس
و نعيق ذي فرقة و شتات
أيها النهر يا رنيما تهادى
أخذ الكون للعلا في ثبات
ما جمال الحياة والكون غاب
ذو نيوب محمرة فاتكات ؟!
ما جمال البقاء و القيد أدمى
كل حر أراد صفو الحياة ؟!
ما جمال الشعور و الحس أمسى
مظلم الأفق يجرع اللوعات ؟!
امنح الكون و النفوس ضياء
و أديما حوى المنى مقمرات
و إخاء و صفو حس تسامى
عن دواع مسودة سافلات
وارع بالحب كل سعي جميل
و نشيد يحيي دروب حياتي
إنما الكون حبنا و صفاء
و رحيل إلى الهنا لا الشتات !!!
الوطن العربي : مساء الخميس / 14 / شعبان / 1446ه / 13 / فيفري / 2025م
Discussion about this post