سلسلة تسرد
التراث الشعبي في رمضان
بقلم/ د. دعاء محمود

في الآونة الأخيرة ظهرت بعض العادات الشَّعبية في رمضانِ كمظهرٍ احتفاليٍ بقدومِ الشهر الفضيل، ومن هذه المظاهرُ الألعاب النارية – كالصواريخ، والشماريخ، والبمب- وانتشرت بصورة كبيرة في الأحياءِ الشعبيةِ.
ولكن هناك من العادات الشعبية التي تكون أكثر خطورة مما نتصور
لطالما كانت الألعاب النارية رمزًا للبهجة والاحتفال في مختلف الثقافات، خاصةً خلال شهر رمضان ومناسبات العيد في مصر، حيث تُضفي لمسة سحرية على الأجواءِ. إلا أن خلف هذا البريق يكمن خطر جسيم يتطلب وقفة جادة، لا سيما مع تزايد تقارير الإصابات الناجمة عن استخدامها غير المنظم.
تشيرُ التجارب المتراكمة على مدار السنوات إلى أن الاستخدام العشوائي للألعاب النارية قد يؤدي إلى حوادثٍ خطيرةٍ، تتراوح من الحروق إلى مضاعفات بصرية وسمعية تؤثر في مختلفِ الأعمار، لا سيما بين الأطفال. إلى جانب الإصابات الجسدية، تبرز مشكلة أخرى تتمثل في الاضطرابات النَّفسية التي تسببها الأصوات العالية، فضلاً عن تأثيرها السلبي على الحيوانات الأليفة.
ومن هذا المنطلق، تبرز ضرورة تدخل الجهات المختصة لتطبيق إجراءات رقابية مشددة على تداول هذه المنتجات، من خلال فرض قوانين صارمة تمنع بيع الألعاب النَّارية غير المعتمدة والخطرة. كما يستدعي الأمر إطلاق حملات توعوية متكاملة تُسلّط الضوء على أساليب الاستخدام الآمن والإجراءات الوقائية التي من شأنها تقليل الحوادث المحتملة.
وفي إطار البحث عن بدائل تحفظ روح الاحتفال دون المخاطرة بالسلامة، يُنصح بتشجيع استخدام التقنيات الحديثة مثل الألعاب المضيئة وأنظمة الصُّوت المحسّنة، التي تتيح بيئة احتفالية آمنة. ويمكن للمجتمعات المحلية أن تلعب دورًا فعّالًا من خلال تنظيم فعاليات بديلة تعيد لأجواء الفرح رونقها دون اللجوء إلى الوسائل التقليدية التي قد تشكل خطرًا صحيًا.
ختامًا، وبينما تبقى تقاليد الاحتفال جزءًا أصيلًا من الهوية المصرية، فإن الحفاظ على سلامة الأطفال والعائلات يتطلب تضافر جهود السلطات والمجتمع على حد سواء. إن إيجاد توازن دقيق بين الاستمتاع بالأجواء الاحتفالية والالتزام بالإجراءات الوقائية هو الأساس لضمان احتفالات آمنة ومفعمة بالبهجة دون الوقوع في أخطار غير محسوبة.
أعاد الله الشهر الفضيل علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات.
الكاتبة الصحفية د. دعاء محمود
مصر
دعاءقلب
Discussion about this post