خمسون عاماً مع الشّعر
هكذا قصائدي تقتحم ليلي وتدخل الى سريري دونما استئذان
تندسّ ما بيني وبين حبيبتي وتصنع الزّلزال والبركان
ما بين واقعي وخيالي لا يبقى عند الفجر إلا كلماتٍ مبعثرة
وأحمر الشّفاه مستلقٍ على فنجان
الشّعرُ يرفضُ دونك أن يشرب القهوة معي
فمرّة يسافر في عينيك ومرّة يسافر إليك
علّه يأخذ منك بعض الحنان …
خمسون عاماً قضيتُ أنام مع الشّعر
والقصائد
أهراماً من الورق كتبتُ
كلّها كانت هباءً لأنّك لم تكوني فيها
كلّها كانت ثرثراتٍ لا قيمة لها لأنّ حبّك لم يؤرّخْها
ولم تُدمَغْ نهاياتها بحروفِ اسمك
ولم أكن مهتمًّا بجمعها كما جمعت قصائدي إليك
ولم أكن مهتمًّا بفهرستها ووضع تواريخ لها
كما كنت أفعل في كلّ مناسبة أكتب لك فيها قصيدة
ورسالةً أتركها بلا عنوان.
تشبهني قصائدي ,أبديّة التّوهّج
وأنا لا أقول أنّي شاعر
إنّما أرسم العشق أشواقاً لكلّ زمان …
كرنفالُ الكلمات الملوّنة الّذي يفيضُ على أوراقي
ما هو إلّا رغيف خبزٍ ساخنٍ
بنكهة البيلسان
أقدّمه لك أيّتها الجائعة أبداً لمشاعري وعواطفي وعشقي
أيّتها النَّهِمَة لكلمة حبّ ,أيّتها المتخمَة بالغرور والعنفوان
تمرّد شعري عليّ
تمرّدت قصائدي
وبكلّ خلجاتي الّتي كتبتها، ولم أكتبها
صار الهوى المجنون عنوانًا لنا في كلّ مكان
طارق الخشن …لبنان
Discussion about this post