في طريقي إلى عُمر العنوسة
أحمل شهادةً جامعيّة
وكتابين
وأوراقًا تختنق بالكلمات
سريري بحجم قارة
وقلبي طفلٌ
لم يتعلّم مكر اللحظة
أسئلتي بلا إجابات
وحروفي بلا إحساس
مشاعر أهدرتها
وأقلامٌ نفدت مع نبضات حيرتي
أراقب نصف عمري يمضي
بينما خصوبتي تنساب
كحلم يتبخّر قبل أن يُمسك
مع كلّ شعرةٍ تسقط من رأسي
تتهاوى فكرة
وتضعف أمنية
أذني تتزيّن بأقراط الصّبر
وعنقي يحمل عقد الحبّ
الّذي لم يثمر إلّا خيبة
أصابعي تلفّها خواتم النّدم
كعقود لا تنفصم
كبرت أمّي، وكبرت أنا
عاد الحذاء الكبير
ليناسب قدمي أخيرًا
لكنّه لا يحملني
إلى طفولة المغامرة
أنا وأمّي
في طريقين متوازيين:
هي نحو الكهولة
وأنا نحو الوحدة
أحرّر جسدي
من مخاوف الصّمت
وأشعل شمعة
لتؤنسني في ليالي الانتظار
ثم أحرق صورتها
كي أُعيد رسمها
بملامح لا تخشى الغد.
بوحة عصام درويش
رن يم
Discussion about this post