(أربعون وصية لابنتي التي لم تأتِ ٢)
أربعون
خمسون
تسعون؟؟
مئة وصيةٍ وَوَصِيّة
هذه خُدعة
إنه فخٌّ وسحرٌ تلعبُه الأرقام كي تقعي في كتابي
أيُّ وصايا وأيُّ بطيخ؟
مَن أنا لأكتُبَ الوَصايا؟
ومن أعطاني الحقَّ في تقنينِ فشلي وتعميمِه على فتياتِ العصر الجديد
إنَّ الأحرى بي أن أرسلَ رسالةً متواضعةً أطلبُ منكِ فيها يا فتاة (الجيل زي) بأن تعلمينني كيف أكون إنسانًا أو حتى روبوتًا صالحًا
إن الأطفالَ والشبابَ يا اِبنتي الطيبة هم أساتذةُ الكهول والشيوخ
والمستقبل المكنون في حاضركِ هو الزمن الأوحد
فلا تنتظري مِنّي حِكْمةً أو وصية
بل اِسْتَمِعي بصبرٍ لِامرأة مُصابةٍ بلعنةِ الكتابة
بالثرثرة
امرأةٍ تعشقُ سوء الفهم
ولغةَ الأفاعي
ثلاثونَ وصيةً أو عشرون
ما الفارق؟
فلا قانونَ يحكمُ هذا العالَم ولا خُلاصات يملكُها العجائز
كلُّنا هُنا فئرانُ تجربةٍ ماتَ عنهم العالِم المجنون
فَخَرَّبوا المختبرَ
لستُ حكيمةً يا صغيرتي
ما أنا إلا عاشقةٌ للحكمة
فلا تنتظري
_____
زينب هاشم شرف
البحرين
Discussion about this post