ظًَّنت أَنه يُمازُحها عندما قالَ لها في أوّل مرّة تراُه فيها : أنا أعِرفُكِ
إبتسمت خجلى من كلامه لأنها ظنتهُ مزاحاً بدون سبب
كرر ما قالهُ ولكّن هذه المرّة بصوتٍ واضحٍ ومن غير تردّد
نعم أعرفكُ لقد رأيتكُ مراتً عديدة
ساد الصّمت وحاولت زوجته تغيير الموضوع بدعوة الجميع لمائدة الطعام
وعلى المائدة تأمْلت عينيهِ الحالمتيين
و وجهه السبعيني الأبيض تعلوه تجاعيدٌ محبّبه
عاد مجدّداً للكلام
هل زرت روما ؟؟
أشارت بحركة من رأسها
بالنّفي فهي لم تزر روما مع أنها تتمنّى زيارتها
ساد نساءُ القعدة وجومٌ مطبق
أمّا الرّجال فقاموا ليتابعوا لعبة الشطرنج
أشرفتِ الشمسُ على الغياب وَعبُق الجوّ بالموسيقى القادمة من التّلفاز
إقترب هذا الإيطاليّ القديم
وأشار بيده إلى رأسه متحدّثاً بصوت شجّي
لقد رأيتُكِ في أحلامي القديمة أكثر من مرّة
كُنتِ أنتِ سيدة رومانيّة ترفليين بثَوبكِ الأبّيض وحولك يمشي العبيد
إندهش الحاضرون إبتسموا فهو في النّهاية منام ليس إلاّ
إبَتسمتْ لأن الموضوع كان مجرد خيالات
ودعّت الحاضريين على أمل اللقاء قريباً
مضت الأيّامُ سريعةً
عادت للزّيارة ولكن بعد مضي خمسة أعوام فقد عَِلمت أن هذا الإيطالي قد توفي
فقِدمت للسّلام على زوجته
عندما دخلت المنزل وقع نظرها على لوحة جميلةٍ معلّقة على صدر حائط غرفة المعيشة قرب النافذة المفتوحة
إقتربت من اللّوحة بهدوء كانت اللّوحة لسيّدة رومانيّة تخطو برشاقة وحولها العبيد أمعنت النّظر في وجه تلك السّيدة النّبيلة وهمست هذه أنا وكأنّني أنظر في المرآة
هذا وجهي
إنّها أنا
وفي طرف اللّوحة توقيع ذلك الإيطاليّ اللّطيف
غادرت المكان والإبتسامة تعلو وجهها والدّمعة تتدحرج إلى النّهاية
أمل الجهيم
Discussion about this post