سونيا عبد اللطيف تكتب
بيني وبين الفرح مساحات وعرة، بحجم الجبال الجاثمة، تشبه الرّيح في عتوّها، وعصفها.
بيني وبين الفرح مسافات ليست قصيرة ولا هي باليسيرة، تفصلنا عن بعض أنهار جارفة وبحار أمواجها ثائرة، وأنا لا أملك أجنحة النّسور، ولا سواعد طالوت لأقود سفينة.
بيني وبين الفرح عواصم عظيمة، تسكنها جيوش جالوت، دخولها يستوجب الزّجية والقرابين الثّمينة.
بيني وبين الفرح صحاري، براري، مهاوي، خطيرة، كم بوصلة، كم نجما كم شمسا، كم دليلا يلزمني، كي لا أحيد في طريقي عن طريقي.
بيني وبين الطّمأنينة أميال لا تحصى ولا تعدّ لا بالهرج ولا بالسّكينة، وفردة حذاء سندرلاّ أصبح قديما، لا يليق بأميرة.
فيا توأم الرّوح، أخبرني، ما سرّ شهرزاد، صيّرت اللّيل كالبرق يظهر وميضا، والفجرَ جعلته يطلع سريعا، ومن غضب شهريار غزلت في قلبه شرايين من التّحنان، وبقبلة اشتياق عظيمة،اختصرت جميع المسافات المديدة. أليس العشق إكسير الضّياء، والأرواح حين تعرج للقاء أسرع من اختراق الضّوء للفضاء…
تونس 18/ 12/ 2024
Discussion about this post