حين يكون التّعظيم من ربّ العالمين
و يتنزل بها القرآن بوصفها غير ذي عوج
و تكون العربيّة لغة التّوحيد بلسان مبين
فلا تعجب من تفرّدها بإيجاز وقصر بليغ
لغّتي الجميله كنبع صاف و حرف رصين
تحوي جميل المعاني بضبط لبناء قويم
تتناغم وتترادف وتتضادّ فلا تجد قرينا
حين تتغنّى بملاحم عرب وتاريخ مجيد
وبطولات و علوم علّمت أمم السّابقين
فصوّرت حياة زاخرة بشيم عرب أولين
ومأثورات من ألوان الشّعر والنّثر المتين
هي لغّتي الجميلة عربيّة و يسر بلا عسر
كسلاسل من ياقوت و درّ تسرّ النّاظرين
كيف أضحى الذّكر محفوظا بلا تحريف
إذ تنتقل بفكرة تلو فكرة بتناغم رزين
لقدرها السّامي اختارها الله لنبينا الأمين
ليبلغ بها الكتاب والسّنة ويكمل بها الدّين
بل وستكون لغة العليم في يوم النّشور
هي فخر لأمة العرب بلسان عربيّ مبين
كم أتيه بها فخرا و أهيم حبّا مرّ السّنين
كم أداعب بها طفلا يتغنّى بوطنه بحنين
كم أقدّر و أجلّ بها شيخا هرم كلّ حين
وبها أرسل رسائل حب لأخوة من الوتين
أو لسيّدة عربيّة بجمالها في كلّ الثّغور
فجمالها كجنان بالرّبا ونهر يفيض حنينا
و واحة غناء وبحار وسماء بنجوم تزين
و قمر و جنادل في نهر و نساء حور عين
هي نبع لنهر من حروف و تراث لخالدين
للكاتب والأديب الشاعر د. زين العابدين فتح الله
للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية
Discussion about this post