سدرة الألم

عدنا ليمشي كل واحد منّا في طريقه
أفلتنا تشابك كفّينا
تلاشت الألوان والمسافات باتت بعيدة
وصُبغ الطّريق بلونٍ واحد، لون الغروب
مشيتُ كما اعتدتُ بدافع التّسليم
لكنّ خيوط قلبينا المتشابكة تشدّني إلى الوراء
كلّما خطوتُ خطوةً شعرت بثقلٍ
يتسلّل من قلبي إلى ركبتاي فيعيق السّير
جلستُ على صخرة لأرتاح
يبدو أنّي أصبتُ بوعكةٍ روحية
أحاسيس متضاربة وذكرياتٍ ومشاعر
عليّ أن أتخلّص منها لأنجو حتّى لا أعلق بدوّامة الجنون
فاليوم أنا أكثر نضجاً وفهماً للحياة أنّها لا تنتظر أحداً
أمسكتُ ببعض تلك الذّكريات ورحتُ أنثرها في الهواء
ليخفّ الحمل عن قلبي ويعينني على المضيّ قدماً
وبعضها رحتُ أكتبه شعرًا حيًّا
فالقصيدة لا تموت ، الفنّ مشاعر وأفكار تولد لا تموت
تبقى ببقاء الحساسين في هذا العالم
، لاشيء يدوم وأيضاً لا شيء يفنى
لا الأفكار ولا المشاعر و
كلّ شيء يتحوّل ويتغيّر
التقفها صقرٌ ثاقب النّظر مر صدفة
تناول بعضًا ممّا نثرته
وبلمح البصر أُصيب بلوثة حبّ
ازداد بريقه واتّسعت حدقته
تغيّرت ملامحه بدت السّماحة على قسماته
وأصبح مسالمًا عاشقًا جذاباً وخفتت أنانيته و نسي غروره
مرّت بقربه حمامة لم يفترسها بل شعر بها
و راح يغازلها ويرفرف ويرقص وبدا كمن بدّل دمه فهو بالعادة يصطاد الضّعفاء
أسكره الحبّ بقربي حتّى
أنّ تلك اللوثة جعلته يغرّد
يغرّد كطيرٍ أسطوري جاء من عالم السّحر
واستأنست به واستأنس بي
لقد غيّر الحبّ إعداداته
لاشيء يُغيّرنا كما يفعل الحبّ
وعندما بدأ يذهب مفعول الأوكسيتوسين من دمه
اهتاج كمدمن من الجرعة الأولى
مع أنّي لم ألمسه بكفّي فقط بروحي
و تنفّس بعضًا من أنفاسي
فعدتُ ونثرت إليه من مشاعري
عاد والتقفها بشغف
وبدأتُ أشمّ رائحة الاحتراق منه
لقد شاط قلبه، لم يحتمل هلوستي
فالحبّ له أهل،
لكنّ شيئًا منّي أحيا بذرة حبّ الحياة بداخله بعد أن ظنّ أنه وأدها
وتمنّيت لو أنّي لم أعِدُ نفسي بطيّ جناحي روحي
لأحلّق معه بدافع الفضول كم سيدوم تأثير سحري
يقولون بعد كلّ تجربة وكلّ فراق
هناك بداية جديدة، بداية للتغيير
يستحيل أن نعود كما كنّا في كلّ تجربة هناك بناء وهدم
وهذه ضريبة النّموّ
من لا تحركه التّجارب يموت كمداً
يبقى متكئًا على حائط مبكًى
يندب حظّه و آلامه
والذّكيّ من يحولها لفنّ ينثره في العالم
أنا اليوم لا أفكّر بالنّموّ
أريد فقط استرداد حرّيّتي
لأكمل السّير نحو قِبلتي الّتي اخترت

Nour Kazzaz